المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



منشأ الغضب  
  
2808   01:45 مساءً   التاريخ: 16-2-2017
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص306 ـ 309
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /

فيما يتعلق بمنشأ غضب الطفل وما هي الدوافع الكامنة وراءه، هناك نقاط عديدة نشير الى قسم منها..

يشعر الطفل أحياناً بأنه بات عرضة للتمييز والظلم والإجحاف؛ فحينما يتعارك هو واخوه الصغير مثلاً يقف والداه الى جانب اخيه الصغير في حين ان الحق معه وان اخاه قد ظلمه بالرغم من كونه صغيراً.

يكون الغضب تارة بسبب عدم الارتياح للوضع القائم ونفوره مما آل إليه أمره، وتارة أخرى يفتعل الغضب حتى يعرف مدى نفوذه وسيطرته على الآخرين، وثالثة ينفجر من الغضب بسبب قلة تحمله وعجزه عن إنجاز وتحقيق مطاليبه، وقد يكون نتيجة الإصابة بمرض ما فيشعر بنوع من النقص أو الحرمان كما ان الطفل يغضب أحياناً لشعوره بأنه قد تم التعدي على حقوقه، وهناك عوامل أخرى تسبب في غضب الطفل.

ـ الغضب وبداياته :

المعروف ان الغضب موجود في كل مراحل العمر حتى في الطفل ذي الشهور الاربعة إذ يترجم احتجاجه على طريقة رعاية الأم أو الممرضة له بالغضب والعناد حتى يصعب تهدئته، وقد تصل لجاجة هؤلاء الأطفال الى الحد الذي ينقطع نفسهم معها بسبب صراخهم وزعيقهم.

على ان الغضب يتضاعف بشكل ملحوظ في مرحلتين الأولى بين الثانية والثالثة حيث يكون الطفل حساساً اتجاه بيئته ويرد ان يجد حريته ويرسخ مكانته داخل العائلة، والأخرى في مرحلة البلوغ إذ تبرز الى السطح مسألة استقلاليته، اما على صعيد العموم فالطفل يغضب بسبب ضعفه في كافة المجالات والحاكمية المطلقة للوالدين والمربين.

ـ أضرار الغضب :

يعد حس الاعتداء على الآخرين والتمرد، وهو من الصفات الرئيسة للمجرمين، من إفرازات غضب مرحلة الطفولة التي لم يسع الوالدان والمربون لإزالته من الطفل ومعاملة الحالة بصورة إيجابية، ولذا لا تقتصر اضرار الغضب على المصالح الفردية بل وحتى على المصالح الاجتماعية.

إن الغضب يجعل حياة الفرد والمجتمع مليئة بالصخب والغوغائية، حيث يسوق الفرد الى ان يفقد السيطرة على نفسه فتهبط بذلك احتمالات السيطرة على سلوكه وتصرفاته الى الحد الادنى.. إن الغضب لا يؤمن مصالح الحياة للفرد بل يضمر فيه الحقد والتعدي والضرب والتهشيم والتخريب.

وربما يتسبب الغضب في هلاك الشخص نفسه حيث يضر بنفسه ويضربها أو يصاب بضيق النفس وجلطة قلبية ومن ثم..

ـ الغضب خصلة ضرورية :

في الوقت الذي يتسبب فيه الغضب بأضرار كبيرة، فإن وجوده في الشخص أمر طبيعي وضرورة لا بد منها؛ فيه يمكن التغلب على كثير من العقبات والاستعداد تماماً لمواجهة مشاكل ومصاعب الحياة. من الخطأ قمع الغضب والقضاء عليه بل الصحيح يجب السيطرة عليه     

ومعرفة كيفية الاستفادة منه ومتى يكون.

إن الشعور بالغضب أمر ضروري بالنسبة للطفل وطبيعي في الوقت نفسه؛ فلا ينبغي لومه لأنه يغضب ولو انعدم منه الغضب فقد قدرته الدفاعية وحينها سيكون شخصاً ذليلاً سيء الحظ سريع الاستسلام للمشاكل. ليس صحيحاً أن يجري الإصرار على أن لا ينفعل الطفل ولا يصير عصبياً ابداً لأن هذا القرار نفسه يثير الغضب.

الغضب غريزة مكنونة ولا يمكن تجنبها ولا ريب في ضرورتها شريطة أن تكون بالمقدار العادي الذي يستطيع الغاضب السيطرة على نفسه فلا يتسبب بالضرر لا لنفسه ولا لمن حوله.

ـ موقف المربي :

ليس الغضب لدى الطفل مما يثير القلق لأنه أولاً يمكن إصلاحه وثانياً ليس هناك ما يدل على استمراريته في المستقبل فوضع الطفل وحاله يتغير كثيراً من مرحلة الى أخرى.

في الجهة المقابلة لا ينبغي مقابلة غضب الطفل بموقف متزمت وغاضب، كما لا يمكن ممارسة اسلوب الترهيب والترغيب من أجل ضمان انصياعه وذلك لسببين الأول ان احتمال نجاحه ضئيل والثاني تحطم شخصية الطفل في حال نجاح الاسلوب وبالتالي يعيش التخبط والضياع.

تثار اعصاب الطفل ويزداد عناده إذا ما استهزئ بشخصيته وقل الاهتمام بتصرفاته وسلوكه والقيام بما يدل على تصغيره والتقليل من شأنه.. إن الطفل يحاول ومن أجل الحفاظ على كيانه واعتباره، كما هو شأن الكبار، الإفصاح عن رغباته مسلطاً الضوء على الأشياء بما يتناغم مع مصالحه مصراً على مواقفه رافضاً الاستسلام ساحقاً كل محاولة تروم سحقه.

وفي كثير من الحالات يظهر الطفل مغضباً لأنه يريد التمتع بحريته ولذا وجب مراعاة استقلاليته، وإن نحن سلبنا ـ جهلاً ـ حريته أو وضعنا عقبة امامها لم نصر فقط في إصلاحه وتأهيله وإنما ربيناه ليكون شخصاً ضعيفاً وذليلاً.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.