أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-9-2016
87
التاريخ: 26-9-2016
77
التاريخ: 26-9-2016
81
التاريخ: 26-9-2016
76
|
العبادة والعبودية في اللغة الخضوع والذلة، يقال عبد اللّه من باب نصر خضع وذلّ له، وفي المجمع: العبادة هي غاية الخضوع والتذلل ولذلك لا تحسن إلّا للّه تعالى، وفي المفردات:
العبودية إظهار التذلل والعبادة أبلغ منها، لأنها غاية التذلل ولا يستحقها إلّا من له غاية الإفضال وهو اللّه تعالى، والعبادة ضربان عبادة بالتسخير وعبادة بالاختيار وهي لذوي النطق وهي المأمور بها ، انتهى.
والعبادة في اصطلاح الفقهاء عبارة عن العمل المأتي به بقصد القرب إلى اللّه تعالى، وقد ذكروا في تحقيق ماهيتها وأقسامها والأحكام المترتبة عليها أمورا:
الأول: أنها تنقسم إلى عبادة بالمعنى الأخص وعبادة بالمعنى الأعم والأول: ما تعلق به أمر المولى مع كون قصد التقرب مأخوذا فيه شطرا أو شرطا بحيث لو لم يتحقق في مقام العمل كان فاسدا باطلا، ويدخل في هذا القسم جميع العبادات الواجبة والمندوبة الواردة في الشريعة.
والثاني: العمل القابل لأن يؤتى به بقصد التقرب مع قصده، فقوام هذا القسم بأمرين: صلاحيته الذاتية والقربة الفعلية، والصلاحية تتحقق بكونه من قبيل الواجبات التوصلية أو المندوبات كذلك، أو كونه من المباحات أو المكروهات بالذات، مع عروض بعض العناوين الراجحة، نظير كونه مقدمة لعبادة أو إعانة مظلوم أو غيرها.
الثاني: ان نية التقرب المأخوذة في العبادة التي بها قوام عباديتها لا يراد به خصوص عنوان التقرب، بل المراد قصد كل عنوان يكون سببا لعبادية الفعل وكونه مورد رضا الرب تعالى، أو ورد النص على إجزاء قصده في العبادة كإتيان العمل امتثالا لأمره تعالى، أو شكرا لنعمته، أو للمصلحة الملزمة أو غير الملزمة في فعله، أو طلبا لثوابه الأخروي، أو خوفا من عقاب تركه، أو حبّا له تعالى، أو طلبا لرضاه، أو لكونه تعالى أهلا للعبادة، أو طلبا لمثوبة دنيوية منه تعالى، أو خوفا من عقاب كذلك. فان الظاهر كفاية قصد كل واحد منها في صيرورة العمل عباديا إلّا انها ذات مراتب، أفضلها الإتيان بها حبا له تعالى كما ورد في النص، ثم كونه أهلا للعبادة ومستحقا لها.
الثالث: انهم قد قسموا العبادة إلى أقسام واجب ومندوب ومحرم ومكروه، فذكروا ان الواجب من العبادات أحد عشر قسما، وقد وضعوا لبيان حال أغلبها كتابا مستقلا في الفقه، وأكثروا البحث عنه والتحقيق وتأسيس الأصول وتفريع الفروع، وأشبعوا الكلام من الاستدلال حول مسائلها، وأجزائها، وشروطها، وموانعها، وسائر ما يتعلق بها، وهي العناوين التالية: الوضوء، والغسل، والتيمم، والصلاة، والصوم والاعتكاف، والزكاة، والخمس، والحج، والعمرة، والكفارة.
وأما المندوب من العبادات فهي كثيرة لا تحصى من الصلوات والصيام وقراءة القرآن والزيارات والأدعية والأذكار وغيرها.
وأما المحرم من العبادات فهي على أقسام: منها العبادة لغير اللّه تعالى والخضوع له، على النحو الذي ثبت اختصاصه باللّه تعالى كالسجود، والركوع، سواء أتى بها للصنم، أو للناس، أو للملائكة والأنبياء (عليهم السّلام ) والأوصياء (عليهم السّلام ) وسواء اعتقد بالألوهية لهم أم لم يعتقد، بل قصدها بمجرد التعظيم فان هذا القسم مختص به تعالى ولا يجوز لغيره. ومنها العبادة والخضوع لغير اللّه تعالى بمطلق الخضوع مع الاعتقاد بألوهية المعبود كالخضوع للأصنام والشمس والقمر والنجوم أو غيرها، كان من أقسام المعبودات الباطلة، أو كان من الملائكة والأنبياء (عليهم السّلام ) ومنها العبادة والخضوع لغير اللّه تعالى باعتقاد كونه مقربا إلى اللّه تعالى موصلا إلى رضاه وسيلة لقضاء الحاجة، ممن لم يثبت ذلك في حقه من الشرع كتقبيل الأصنام وتقريب القربان إليهم والطواف حولهم والتبرك بهم بأي وجه كان.
فيخرج الخضوع للأنبياء (عليهم السّلام ) والأئمة (عليهم السّلام ) بل وبعض العلماء والأتقياء فالتعظيم والتواضع والخضوع لهم بتقبيل أيديهم وأرجلهم وتقرب القربان لهم ليكون شفعاء إلى اللّه ووسيلة لقضاء الحوائج لا يكون عبادة محرمة.
الرابع: انهم قسموا أبواب الفقه التي سموها كتبا إلى أربعة أقسام، وجعلوا الأول قسم العبادات، وأدرجوا فيه الأصناف العشرة التي مر ذكرها، لكنهم لم يذكروا الكفارات منها، وأدرجوا الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيها، وقد ذكرنا تحت عنوان الفقه ان هذا القسم من تقسيمهم غير جامع ومانع، لعدم ذكر الكفارات مع انها منها، مالية كانت أو بدنية، وذكرهم الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منها، مع عدم كونها من العبادات بالمعنى الأخص التي هي المراد بهذا القسم فراجع عنوان الفقه.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|