أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-10-2015
3690
التاريخ: 15-10-2015
3596
التاريخ: 15-10-2015
3510
التاريخ: 21-8-2016
3142
|
[قال باقر شريف القرشي : ] الأصول الاعتقادية العامة التي دانت بها للمعتزلة فهي خمسة مبادئ أساسية فمن اعتنقها ودان بها كان معتزليا ومن أنكر واحدا منها أو زاد عليها فقد فارق الاعتزال وهي :
1 ـ التوحيد :
أقوى المبادئ الخمسة التي تجمع عليها المعتزلة هي التوحيد وقد فسروه بتنزيه الله تعالى عن مشابهة المخلوقين فهو ليس جسما ولا عرضا ولا جوهرا ولا يحويه زمان ولا مكان وردوا كل ما يتعارض مع وحدانية الله تعالى وأزليته فأنكروا أن يكون لله صفات غير ذاته فقد قالوا : إن وجود صفات قديمة خارجة عن الذات يؤدي إلى أن يكون هناك شيء قديم أزلي غير ذاته وهذا يقتضي التعدد وهو مستحيل بالنسبة إليه تعالى وأولو الآيات التي تدل بظاهرها على التجسيم مثل قوله تعالى : {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} [الفتح: 10] وقد بسطوا القول في هذه الجهة واستدلوا عليها بأروع الأدلة وأوثقها.
2 ـ العدل :
هذا هو الأصل الثاني من الأصول الأساسية لمذهبهم وهو العدل الالهي فليس الله بظلام للعبيد ولا بجائر عليهم وقد تشعب بحثهم في عدل الله تعالى إلى عدة بحوث كلامية منها نفي القدر واثبات حرية الانسان وارادته واختياره وان الانسان هو الذي يوجد أفعاله بمقتضى حريته واختياره وذلك نتيجة لعدالة الله وتنزهه عن الظلم فان الله تعالى لا يعاقب إنسانا على عمل أجبره عليه ووجهه إليه لأن من أعان فاعلا على فعله ثم عاقبه عليه كان جائرا وظالما له والظلم منفي عنه تعالى {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [فصلت: 46] وقوله تعالى : {فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ} [التوبة: 70] , فالثواب والعقاب تابعان للعمل وليسا خاضعين إلى شيء آخر وقد بحثوا في قضية عدل الله عن الحسن والقبح العقليين فانهم لما آمنوا بعدالة الله وانه تعالى لا يفعل إلا ما فيه الخير العام لعباده فقد دعاهم ذلك إلى النظر في الأعمال فهل هي حسنة لذاتها أم أنها تكتسب حسنها وقبحها بتوجيه من الشرع المقدس؟ وقد ذهبوا إلى أن الحسن والقبح في الأشياء ذاتيان وان الشرع لا يحسن الشيء بأمره وإنما يأمر به لحسنه وكذلك لا يقبح الشيء بنهيه وإنما ينهى عنه لقبحه وقد مجدوا بذلك العقل وفتحوا الطريق أمام نضجه وارتقائه .. .
3 ـ الوعد والوعيد :
هذا هو الأصل الثالث من أصولهم العقائدية ويراد به أن الله صادق في وعده ووعيده في يوم القيامة لا مبدل لكلماته وإن أهل الجنة يزفون إلى الجنة بأعمالهم وأهل النار يساقون إلى النار بأعمالهم ورتبوا على ذلك إنكار الشفاعة لأي أحد يوم القيامة وتجاهلوا الآيات والأخبار الواردة في ثبوتها.
4 ـ المنزلة بين المنزلتين :
ويراد بهذا الأصل أن مرتكب الكبيرة لا مؤمن ولا كافر بل هو فاسق فجعلوا الفسق منزلة ثالثة مستقلة عن الايمان والكفر واعتبروه وسطا بينهما وقد قرر ذلك واصل بقوله : إن الايمان عبارة عن خصال خير إذا اجتمعت سمي المرء مؤمنا وهو اسم مدح والفاسق لم يستجمع خصال الخير ولا استحق اسم المدح فلا يسمى مؤمنا وليس هو بكافر مطلق أيضا لأن الشهادة وسائر أعمال الخير موجودة فيه لا وجه لإنكارها لكنه إذا خرج من الدنيا على كبيرة من غير توبة فهو من أهل النار خالدا فيها وتابع عمرو بن عبيد واصلا في ذلك كما أن الحسن البصري قد تابعهما في هذا الرأي بعد أن كان مصرا على أن مرتكب الكبيرة مؤمن فاسق .
5 ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :
وهو الأصل الخامس من الأصول الاعتقادية ويرون أن الواجب على كل مسلم العمل على إقامة المعروف وتحطيم المنكر فان استطاعوا فبالسيف ويسمى جهادا وإن لم يستطيعوا بالسيف فبما دونه فلا فرق عندهم بين مقاومة الكافرين والفاسقين إلا أن هذا المبدأ لم يستعملوه لمقاومة الحكم الأموي الذي تنكر للإسلام وعمل على إذلال المسلمين وارغامهم على ما يكرهون.
هذه هي الأصول العامة للمعتزلة ويتفرغ عليها فروع كثيرة ذات أهمية علمية بالغة ذكرت في الكتب الكلامية.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|