أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-4-2016
3301
التاريخ: 12-4-2016
4009
التاريخ: 8-02-2015
3641
التاريخ: 14-10-2015
4829
|
حبا عثمان اخاه من الرضاعة عبد الله بن سعد بن أبي سرح بولاية مصر ومنحه إمارة هذا القطر العظيم فجعل بيده امر صلاته وخراجه وقبل ذلك منحه الاموال الطائلة ووهبه خمس غنائم إفريقية ولم يكن خليقا بذلك كله لأن له تأريخا أسودا حافلا بالآثام والموبقات فقد ارتد مشركا بعد اسلامه وصار الى قريش بمكة يسخر بالنبي ويقول لهم : اني اصرفه حيث اريد واهدر النبي دمه يوم الفتح وان وجد متعلقا بأستار الكعبة ففر الى عثمان واستجار به فغيبه وبعد ما اطمأن أهل مكة أتى به الى النبي (صلى الله عليه واله) فصمت طويلا ثم آمنه وعفا عنه فلما انصرف عثمان قال النبي (صلى الله عليه واله) : ما صمت الا ليقوم إليه بعضكم فيضرب عنقه فقال له رجل من الانصار : هلا أومأت الي يا رسول الله؟ فقال : إن النبي لا ينبغي ان تكون له خائنة الاعين ؛ ونزل القرآن الكريم بكفره وذمه قال تعالى : {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ} [الأنعام: 93] واجمع المفسرون أنه هو المعنى بهذه الآية وسبب ذلك انه لما نزلت الآية {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ } [المؤمنون: 12] دعاه النبي فأملاها عليه فلما انتهى الى قوله : {ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ} [المؤمنون: 14] عجب عبد الله فى تفصيل خلق الانسان فقال : تبارك الله أحسن الخالقين فقال النبي : هكذا انزلت علي فشك عبد الله وقال : لئن كان محمد صادقا لقد اوحي الي كما اوحى إليه وإن كان كاذبا لقد قلت كما قال : فارتد عن الاسلام ولحق بالمشركين .
أمثل هذا المرتد الذي سخر بالنبي ورجع عن حظيرة الاسلام يكون واليا على المسلمين وتسلم له قيادتهم ويكون مؤتمنا على أموالهم ودمائهم إن ذلك والله هو الرزء القاصم الذي يذيب لفائف القلوب وتذوب النفوس من هوله اسى وحسرات أتعطي امارة المسلمين وتمنح اقطارهم وامصارهم الى اعداء الاسلام وخصومه الذين لم يألوا جهدا في البغى على الاسلام والكيد له فانا لله وإنا إليه راجعون.
وعلى اي حال فقد مكث الرجل واليا على مصر سنين وكلف المصريين فوق ما يطيقون وساسهم سياسة عنف وجور واظهر الكبرياء والغطرسة فضجر الناس منه وسئموا حكمه فخف أخيارهم يشكونه الى عثمان فبعث إليه رسالة يتهدده فيها ويتوعده بالعزل ان لم يئوب الى الرشاد ولكنه ابى أن ينزع عما نهاه ونكل بمن شكاه الى عثمان حتى قتله فخرج سبع مائة رجل من مصر الى يثرب فنزلوا الجامع وشكوا الى اصحاب النبيّ ما صنع بهم ابن ابي سرح فانبرى طلحة الى عثمان فكلمه بكلام شديد وأرسلت إليه عائشة ان ينصف القوم من عاملهم ودخل عليه أمير المؤمنين فقال له : إنما يسألك القوم رجلا مكان رجل وقد ادعوا قبله دما فأعزله عنهم واقض بينهم فان وجب عليه حق فانصفهم منه ؛ فاستجاب لذلك وقال لهم : اختاروا رجلا اوليه عليكم مكانه ، كتب عهده الى مصر ووجه معه عدة من المهاجرين والانصار ينظرون فيما بينهم وبين ابن ابي سرح ونزحوا عن يثرب فلما بلغوا الى المحل المعروف بحمس وإذا بقادم من المدينة تأملوه فاذا هو ورش غلام عثمان فتفحصوا عن حاله واذا يحمل رسالة الى ابن ابي سرح يأمره التنكيل بالقوم تأملوا الكتاب فاذا هو بخط مروان فرجعوا الى يثرب وصمموا على خلع عثمان او قتله .
إن عثمان قد سمى لحتفه بظلفه وجر البلاء لنفسه وعرض الامة للخطوب والويلات في سبيل اسرته وتدعيم كيانها ولو أنه استجاب لرأي الامام والناصحين له فأقصى بنى أميّة عن مراكز الحكم لكان بمنجاة عن تلك الثورة التي اودت بحياته وفتحت باب الفتن بين المسلمين وفرقت كلمتهم وجعلتهم احزابا {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [المؤمنون: 53] .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
خدمات متعددة يقدمها قسم الشؤون الخدمية للزائرين
|
|
|