المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

سبب نزول الآية [102] من سورة التوبة
9-10-2014
الشعير في الوطن العربي
24-7-2022
السيرة العقلائيّة
11-9-2016
الغدة الكظرية (Adrenal Gland)
10-4-2016
إطار الخريطة وشبكة الإحداثيات
6-2-2016
انه عليه السلام أوّل من آمن
29-12-2019


نهي السجاد عن رد السائل  
  
3749   03:10 مساءاً   التاريخ: 2-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص86-87.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / التراث السجّاديّ الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-04-2015 3426
التاريخ: 11-04-2015 3960
التاريخ: 2-4-2016 3131
التاريخ: 2-4-2016 3559

نهى الإمام (عليه السلام)  عن رد السائل و حرمانه من العطاء و ذلك لما له من المضاعفات السيئة التي منها زوال النعمة و فجأة النقمة فقد روى سعيد بن المسيب قال: حضرت عند علي بن الحسين يوما حتى صلى الغداة فإذا سائل على الباب فقال (عليه السلام) : أعطوا السائل و لا تردوا السائل‏ ؛ و أكد الإمام (عليه‏ السلام) على ضرورة ذلك في كثير من أحاديثه فقد روى أبو حمزة الثمالي قال: صليت مع علي بن الحسين الفجر بالمدينة يوم جمعة فلما فرغ من صلاته نهض إلى منزله و أنا معه فدعا مولاة له تسمى سكينة فقال لها: لا يعبر على بابي سائل إلا أطعمتموه فإن اليوم يوم جمعة فقال له أبو حمزة: ليس كل من يسأل مستحقا فقال (عليه السلام) : أخاف أن يكون بعض من يسألنا مستحقا فلا نطعمه و نرده فينزل بنا أهل البيت ما نزل بيعقوب و آله أطعموهم أطعموهم إن يعقوب كان يذبح كل يوم كبشا فيتصدق منه و يأكل منه هو و عياله و إن سائلا مؤمنا صواما مستحقا له عند الله منزلة اجتاز على باب يعقوب يوم جمعة عند أوان فطاره فجعل يهتف على بابه: أطعموا السائل الغريب الجائع من فضل طعامكم و هم يسمعونه قد جهلوا حقه و لم يصدقوا قوله: فلما يئس منهم و غشيه الليل مضى على وجهه و بات طاويا يشكو جوعه إلى الله و بات يعقوب و آل يعقوب شباعا بطانا و عندهم فضلة من طعامهم فأوحى الله إلى يعقوب في صبيحة تلك الليلة لقد أذللت عبدي ذلة استجررت بها غضبي و استوجبت بها أدبي و نزول عقوبتي و بلواي عليك و على ولدك يا يعقوب أحب أنبيائي إلي و أكرمهم علي من رحم مساكين عبادي و قربهم إليه و أطعمهم و كان له مأوى و ملجأ يا يعقوب أ ما رحمت عبدي المجتهد في عبادته القانع بالسر من ظاهر الدنيا أما و عزتي لأنزلن بك بلواي و لأجعلنك و ولدك غرضا للمصائب.

فقال أبو حمزة: جعلت فداك متى رأى يوسف الرؤيا؟ قال (عليه السلام)  في تلك الليلة التي بات فيها يعقوب و آله شباعا و بات السائل الفقير طاويا جائعا .

إن حرمان الفقير المحتاج و عدم إسعافه مما يوجب زوال النعمة و حلول غضب الله و قد تواترت الأخبار عن أئمة الهدى بذلك فلا ينبغي‏ لمن أحب بقاء نعمة الله عليه أن يرد سائلا أو يحرم بائسا و فقيرا مما هو وديعة في يده.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.