المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

تمييز الحق مما يختلط به في الفقه الاسلامي
20-3-2017
THE ALGEBRA OF SETS-Properties of set inclusion
12-1-2017
التعويض العيني
14-3-2017
شبه المنحرف Trapezium
15-11-2015
التوزيع الجغرافي للإشعاع الشمسى
2024-09-17
المحاريث الحفارة The chisel plows
10-8-2022


الرجل وحق اليقين  
  
256   01:01 صباحاً   التاريخ: 2024-09-16
المؤلف : الشيخ / حسين الراضي العبد الله
الكتاب أو المصدر : التقوى ودورها في حل مشاكل الفرد والمجتمع
الجزء والصفحة : ص 240 ــ 244
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /

عنْ أَبِي بَصِيرٍ: عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السلام) قَالَ: اسْتَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) حَارِثَةَ بْنَ مَالِكِ بْنِ النُّعْمَانِ الْأَنْصَارِيِّ، فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ أَنْتَ يَا حَارِثَةَ بْنَ مَالِكِ (1)؟

فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ (22)، مُؤْمِنٌ (3) حقاً.

فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله): لِكُلِّ شَيْءٍ حَقِيقَةٌ، فَمَا حَقِيقَةُ قَوْلِكَ؟

فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ عَزَفَتْ نَفْسِي عَنِ الدُّنْيَا، فَأَسْهَرَتْ (4) لَيْلِي، وَأَظمَأتْ هَوَاجِرِي، وَكَأَنِّي (5) أَنْظُرُ إلَى عَرْشِ رَبِّي وَ (6) قَدْ وُضِعَ لِلْحِسَابِ، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلى أَهْلِ الْجَنَّةِ يَتَزَاوَرُونَ فِي الْجَنَّةِ، وَكَأَنِّي أَسْمَعُ عُوَاءَ (7) أَهْلِ النَّارِ فِي النَّارِ.

فَقَالَ (8) رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله): عَبْدٌ نَوَّرَ اللَّهُ قَلْبَهُ (9)، أَبْصَرْتَ (10)،

فقال: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللَّهَ لِي (11) أَنْ يَرْزُقَنِي (12) الشَّهَادَةَ معك (13)، فقال (14): اللَّهُمُ ارْزُقْ حَارِثَةَ الشَّهَادَةَ، فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا أَيَّاماً حَتَّى بَعَثَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله) سَرِيَّة (15)، فَبَعَثَهُ فِيهَا، فَقَاتَلَ، فَقُتِلَ تسْعَةٌ (16) أَوْ ثَمَانِيَةً، ثُمَّ قُتِلَ (17).

وَفِي رِوَايَةِ الْقَاسِمِ بْنِ بُرَيْدِ (18)، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ: اسْتُشْهِدَ مَعَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بَعْدَ تسْعَةِ نَفَرٍ، وَكَانَ هُوَ (19) الْعَاشِرَ (20).

قال المازندراني في شرح الحديث قوله: (فقال يا رسول الله مؤمن حقاً) أي كامل في خصال الإيمان وهو من سار في طريق الإيمان باكتساب مكارم الأعمال والأخلاق حتى يبلغ أعلاه وترقى بالمجاهدة والوفاء من حضيض نقصه إلى أن بلغ ذراه، ولم ادعى هذه المرتبة ونطق بدعوى حق الإيمان تقاضاه بمصداق ذلك وأماراته وطلب منه بیان آثاره وعلاماته.

فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) لكل شيء حقيقة، أي لكل شيء من الأشياء الظاهرة والباطنة حقيقة بها تمامه وكماله وغاية إليها انتهائه ومآله (فما حقيقة قولك) الظاهر في دعوى ذلك الأمر الباطن الكامن؟ وما غايته المترتبة عليه وما علاماته الدالة عليه؟

فقال: يا رسول الله عزفت نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلي وأظمأت هواجري وكأني أنظر إلى عرش ربي وقد وضع للحساب، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون، أي يزور بعضهم بعضاً (في الجنة وكأني أسمع عواء أهل النار في النار) أي صياحهم.

والعوى: صوت السباع، وكأنه بالدب والكلب أخص، والسالك إذا اجتهد في زيادة العلم والعمل والأخلاق وقطع تعلقه عن المحسوسات ورسوم العادات ومات مع الحياة بلغ مرتبة عين اليقين وشاهد جمال الأسرار وانكشف له أحوال الآخرة والجنة والنار، ثم إذا رجع إلى نفسه ونظر إلى عالم المحسوسات لا بعين التعلق خطر بباله بعض تلك الأحوال وانتقش في نفسه بعض هذه الآثار ولو شاهد الجنة يجد في نفسه السرور والنشاط، ولو شاهد النار يجد في نفسه الحزن والخوف.

وبالجملة تظهر له حالات مع الحياة كما تظهر بعد الموت إلا أن ظهورها بعد الموت لا ينفع بل يوجب الحسرة والندامة بخلاف ظهورها قبله فإنه يوجب السعادة التي هي قرب الحق والإعراض عن غيره بالكلية (21).

الخاتمة الحسنة

لما رأى الحر بن يزيد الرياحي تصميم ابن سعد على قتال الحسين (عليه السلام) أخذ يدنو منه (عليه السلام) قليلاً قليلاً فقال له رجل من قومه: أتريد أن تحمل فسكت وأخذه مثل العُرَوَاء (22).

 

فقال له لو قيل لي من أشجع أهل الكوفة ما عدوتك، فما هذا الذي أرى منك قال: إني والله أخيّر نفسي بين الجنة والنار والله لا اختار على الجنّة شيئاً ولو قطعت وحرقت ثم ضرب فرسه ولحق به (عليه السلام).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ في البحار: + (النعماني).

2ـ في المحاسن: + (أصبحت).

3ـ في نسخة (ف): (مؤمناً).

4ـ في نسختي (د، ف) (فأسهرتُ) بصيغة التكلّم. وكذا (أظمأت). وفي مرآة العقول: (فأسهرت ليلي) على صيغة الغيبة بإرجاع الضمير إلى النفس، أو على صيغة التكلم. وكذا الفقرة التالية تحتمل الوجهين.

5ـ في الوافي: (فكأني).

6ـ في نسخ (ب، ز، بس، بف): - (و).

7ـ (العواء): الصياح، وكأنه بالذئب والكلب أخص، لسان العرب، ج 15، ص 107 (عوى).

8ـ هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والمحاسن والمعاني والجعفريّات. وفي المطبوع + (له).

9ـ في نسخة (ز) والمحاسن: + (للإيمان)

10ـ في المحاسن: - (أبصرت).

11ـ في نسخة (ز): + (ربي).

12ـ في نسخة (ف): (أرزقني).

13ـ في المحاسن: - (معك).

14ـ في نسخة (ض): (قال).

15ـ في حاشية نسخ (ج، ض، بر بس) والبحار: (بسرية).

16ـ في المحاسن (سبعة).

17ـ المحاسن، ص 246، كتاب مصابيح الظلم، ح 247، عن أبيه، عن ابن سنان، مع اختلاف يسير معاني الأخبار، ص 187، ج 5، بسند آخر، إلى قوله: (عبد نوّر الله قلبه أبصرت فأثبت)، مع اختلاف يسير وزيادة في آخره. الجعفريات، ص 76، بسند آخر عن أبي عبد الله، عن آبائه (عليهم السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، مع اختلاف يسير الوافي، ج 4، ص 150، ح 1745، البحار، ج 22، ص 126، ح 98، وج 67، ص 287، ح 9.

18ـ في نسخ (ز، ص، بس، بف) وحاشية (ج): (يزيد).

ولم يُعهد في رواتنا من يسمى بالقاسم بن يزيد وما ورد في بعض الأسناد القليلة محرف من القاسم بن بريد، وهو القاسم بن بريد بن معاوية العجلي، روى كتابه فضالة بن أيّوب وتكررت روايته عنه في الأسناد. راجع: رجال النجاشي، ص 313، الرقم 857، معجم رجال الحديث، ج 13، ص 439 ـ 440، وص 450، هذا، وقد روى محمد بن سنان عن القاسم بن بريد في طريق الشيخ الصدوق إلى القاسم، فاحتمال وقوع التعليق في السند بأن يكون محمد بن سنان راوياً عن القاسم بن بريد غير منفي. راجع الفقيه، ج 4، ص 516.

19ـ في نسختي (بس، بف): - (هو).

20ـ الكافي (الطبعة الحديثة)، ج3، ص 138، رقم 1553، وفي الطبع القديم ج 2،

ص 54، الوافي، ج 4، ص 151، ح 1746، البحار، ج 22، ص 126، ذيل ح 98، وج 67، ص 287، ذيل ح 9.

21ـ شرح أصول الكافي، ج 8، ص 172.

22ـ العرواء: الرعدة: وقد عرته الحمى، وهي قرة الحمى ومسها في اول ما تأخذ بالرعدة. ويقال عراه البرد وعرته الحمى، وهي تعروه إذا جاءته بنافض، واخذته الحمّى بعروائها. (لسان العرب، ج 15، ص 45، مادة عرا). 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.