أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-18
969
التاريخ: 2024-05-09
808
التاريخ: 2024-05-31
565
التاريخ: 2024-04-01
787
|
تدل البحوث التي قام بها الأثريون، ورجال الفن على أن تماثيل «رعمسيس الثاني» كانت لها ميزات خاصة من حيث الضخامة والصناعة، وأنها كانت تتشكل حسب البيئة التي تحيط بها، وبخاصة تماثيله العديدة التي أقامها في مدينة «تانيس» المقدسة القريبة من حدود مصر من جهة الشمال؛ إذ نجد في تصويرها ونحتها أثرًا أجنبيًّا ناطقًا، والظاهر أن الطابع الفني الأجنبي الذي طُبعت به هذه التماثيل كان قاصرًا على عهد «رعمسيس»، وبموته اختفى هذا الطابع الخاص، وعادت صناعة التماثيل إلى ما كانت عليه من قبل.
والواقع أن أول من درس تماثيل «تانيس»، وفهم ميزاتها الخاصة هو الأثري «مسبرو» (راجع G. Maspero Essai Sur. L’art Egyptinne Paris. 1912 p. 11–15; Egypte dans Ars Una. P. IX, 201.). ومنذ عهد «مسبرو» توالت الحفائر في هذه البلدة المقدسة، وقد جاءت كلها معززة وجود تأثير أجنبي، وأنها كانت مركزًا دينيًّا هامًّا منذ عهد الدولة القديمة (راجع Montet Nouvelles Fouilles de. Tanis (1929–32) Paris 1933)؛ حيث وجدت بقايا معبد قديم (p. 164-5.) فيه آثار لكل من «خوفو»، و«خفرع»، و«بيبي الأول»، و«بيبي الثاني» من الجرانيت، ولكن لما نقل «رعمسيس الثاني» مقر حكمه إلى «بررعمسيس» اتخذ «تانيس» عاصمته الدينية في الدلتا، وعني بأمرها كل العناية، وبخاصة أنها كانت مقر عبادة «ست» الذي تُنسب إليه أسرة «رعمسيس»، وقد قطع لتماثيله الضخمة أحجارًا من محاجر الكوم الأحمر مقر عبادة الإلهة «حتحور»، كما ذكرنا من قبل، ولم يكن ذلك بالأمر الصعب عليه، كما لو كان قد قطعها من أسوان، ومن المحتمل أن «رعمسيس الثاني» كان يقصد من إقامة تماثيل له ولآلهته في هذه الجهة أن يقلد ملوك الشرق الذين كانوا لا يعقدون معاهدة إلا إذا أشهدوا عليها كل الآلهة المعروفة وغير المعروفة؛ ولذلك أراد «رعمسيس» أن يقيم في عاصمته الدينية عددًا عظيمًا من الآلهة الحامين له هناك مثل: «آتوم»، و«بتاح»، و«برع»، و«آمون»، و«وازيت»، و«عنتا»، وغيرهم.
وقد كتب على هذه التماثيل الألقاب العادية التي كان يلقب بها كل إله، فكان الإله «آتوم» يلقب مثلًا «سيد الأرضين» في «هليوبوليس»، على أن ذلك لا يعني أن هذا الأثر قد انتزع من «هليوبوليس»، ووضع في «تانيس» بل عمل محليًّا.
وسنحاول هنا أن ندرس بعض مميزات تماثيل «رعمسيس الثاني»، وبخاصة تماثيله في بلدة «تانيس» حتى يمكننا أن نصل إلى التأثير الأجنبي الذي لوحظ فيها، والواقع أن «رعمسيس الثاني» قد ترك لنا تماثيل عدة في هذه المدينة كشف منها حتى الآن ما يربى على ثلاثة وعشرين تمثالًا، وهذه التماثيل قد وجدت في ثلاث جهات من المدينة القديمة: (1) البوابة الضخمة. (2) في داخل المعبد الكبير. (3) وفي معبد الإلهة «عنتا»، وسنتحدث عنها فيما يلي، ثم نقرنها بتماثيله الأخرى.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|