المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



وظيفة الوالدين اتجاه الطفل  
  
1163   09:12 صباحاً   التاريخ: 2023-04-17
المؤلف : الأستاذ مظاهري
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل في الاسلام
الجزء والصفحة : ص177 ــ 184
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-10-2018 1914
التاريخ: 2023-04-21 1446
التاريخ: 12-1-2016 3155
التاريخ: 8-1-2016 2048

بحثنا عن تهذيب النفس اي ان من واجبات الوالدين تربية اولادهم، فيزيلوا الرذائل الأخلاقية ويرسخوا الفضائل في وجودهم ويزرعوا في اعماقهم شجرة طيبة مثمرة.

هذه احدى مهماتهم الصعبة. عليهم ان يسعوا لهذا كما يسعوا في اصلاح انفسهم.

هذا البحث اي تهذيب النفس بحث مطول وقيم. وقد نبحث فيه سنين طوال وينتهي الوقت ولا ينتهي البحث. ولا نستطيع اكماله في جلسة او جلستين لكن يكفي ان يعلم الجميع خاصة الشباب ان هذه المسألة برأي الاسلام من أوجب الواجبات. فالصلاة واجبة والأوجب منها تهذيب النفس اي مسألة الأخلاق.

فالحج والجهاد واجب لكن الأوجب منه علم الأخلاق وتهذيب النفس وجميع فقهائنا خاصة الذين اشتغلوا في علم الأخلاق كالشهيد الثاني (قدس سره) واستاذنا الأعظم العلامة الطباطبائي، جميعهم يعترف بأن هذه المسألة من اوجب الواجبات لذلك فأنها مسألة مهمة جداً بحيث ان ثلثي الآيات في القرآن الكريم تتحدث عن هذه المسألة بشكل مباشر او غير مباشر. وإذا قلنا ان القرآن أصلا كتاب اخلاق وقد جاء لصنع الانسان. فلن نكون مخطئين قطعاً، حتى ان أستاذنا العظيم قائد الثورة الاسلامية يقول ان جميع آيات القرآن تتعلق بالأخلاق وأننا لا نجد آية لا تتعلق بالأخلاق فاذا لم نكن نستطيع درك دقة وظرافة الامام لكن من المسلم به اننا نستطيع درك ان ثلثي القرآن يتعلق بتهذيب النفس.

حتى ان في سورة الشمس أقسم احدى عشرة مرة ثم قال من بعدها: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} [الشمس: 9، 10].

ان هذه السورة تنفرد عن غيرها من السور حيث لا نجد في القرآن آية او سورة قد أكد فيها على أمر بهذا الشكل فلقد اقسم احدى عشر مرة ليؤكد على الأخلاق وعلم تهذيب النفس. وقال بعد أحد عشر قسم ان المهذب الذي يقتلع الرذائل من نفسه سيفلح فقط. وسيخسر من تحكمه صفات الرذيلة، والمسألة مهمة جداً بحيث ان المئة واربعة وعشرون ألف نبي قد بعثوا من اجل هذا الأمر يقول القرآن: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الجمعة: 2]، اي ان وجود العالم التشريعي من اجل تهذيب النفس يقول النبي (صلى الله عليه وآله): (بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).

هذه المسألة مهمة وعلينا ان نهتم بأطفالنا من هذه الناحية.

إذا راجعتم روايات اهل البيت (عليهم السلام) مثلا في كتاب بحار الأنوار للمرحوم العلامة المجلسي الذي يعد مكتبة سيارة للشيعة تجدون ان أكثر روايات ذلك الكتاب الشريف تتعلق بالأخلاق. توجد فيه روايات تتعلق بالفقه والمعارف الاسلامية الا ان الروايات الأخلاقية قد أخذت الحجم الأكبر من هذا الكتاب. يقول القرآن الكريم: {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ} [الأعراف: 58]، حيث يشبه القلب بالأرض. فاذا هذبتم ابنكم من الحسد والأنانية والبخل والعجب والتفاخر فان هذه الأرض سينبت فيها الثمر. وسيفكر هذا الطفل بالآخرين ولا يأكل شيئاً حتى يطعم اخوته وعندما يكبر سيعمل على حل المشاكل والعقد من المجتمع وعلى عكسه يصبح من كان قلبه ميتاً غشاشاً مخادعاً ولا يعمل الا على استغلال الآخرين يقول القرآن: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا} [الإسراء: 84]، اي ينضح الاناء بما فيه، فان كانت الصفات الحسنة مترسخة في ضمائركم فسينضح الإناء بالماء المعين.

جرب اليوم عندما تذهب إلى بيتك وطبعاً قد تكونوا قد جربتم إذا كان طفلكم يملك صفة رذيلة في قلبه فانظر ماذا ينضح من اناءه إذا كان حسوداً فانه سيتضايق من تقبيل أخاه وقد يؤذيه من اجل ذلك. او إذا ارضعت الأم الرضيع. يبدأ بالصراخ والبكاء. اما إذا كان حنوناً فانه يبكي لبكاء أخاه الصغير ويسعى لإسكاته إذا استطاع ذلك نحن ايضاً كذلك. إذا كان الانسان متكبراً لا يأتي إلى المسجد لا يستمع الى شيء ولا يجالس المستضعف ولا يقبل بالحق. لذلك يقول القرآن: {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ} [سبأ: 34].

يقول القرآن ان الذين عارضوا المئة واربعة وعشرون ألف نبي كانوا المستكبرين وليس المستضعفين عندما نطالع القرآن والتاريخ نجد ان اول من يجتمع حول الانبياء الفقراء والمساكين والمتواضعين. لأنهم إذا كانوا يملكون صفة التكبر فانهم سيدوسون على الحق وهم يعلمون ويواجه الحق والحقيقة بصراحة إلى ان يقضي عليها. ولقد كانت هذه الصفة الرذيلة موجودة من عهد آدم وحتى يوم القيامة. ويجب ان تبقى الآية التي تلوتها في اذهانكم دائماً: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا} [الإسراء: 84]. اي ينضح الإناء بما فيه.

إذا كانت الصفة الرذيلة موجودة في القلب. فسيصبح القول والفعل سيء. وعكس ذلك صحيح ايضا. فوضع القلب كالإناء والصفات المادة الموجودة فيه. حذار من ان تكون الصفات السيئة هي مآتي الاناء فيجب ازالتها والا فستقضي على الانسان وتشقيه. {وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} [الشمس: 10]، عندما يطال الانسان التاريخ والأفراد يجد ان الحال كذلك.

يقسم القرآن الناس إلى قسمين: قسم يرى الحق بالإضافة الى انه يقبل به تفيض أعينه بالدمع شوقاً وفرحاً ويقولون الحمد الذي عرفناه: {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} [المائدة: 83]، وفريق لا يقبلون به: {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [الأنفال: 32]، اي انه يرى ترقي القرآن وان معالم الثورة قد بانت وان الحق مسيطر لكنه يطلب موته من الله لئلا يرى تقدم الاسلام هذا. يكتبون تعليقاً على هذه الآية الشريفة انه عندما رفع النبي (صلى الله عليه وآله) يد أمير المؤمنين (عليه السلام) للخلافة قام شخص وقال للنبي (صلى الله عليه وآله): هل ان الله قد أمرك بهذا او هو من عندك؟. إذا كان من عندك فلن اقبل به وإذا كان من عند الله فاني لا أرى ذلك. اسأل الله ان يمطر علينا حجارة او ناراً. فنزلت الآية الشريفة: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ} [المعارج: 1]، انظر إلى تعاسة الانسان فهو يقبل بالموت على ان يرى الحق هذا ما تفعله به الصفات الرذيلة.

لأن اليوم يوم عزاءٍ يتعلق بأمير المؤمنين (عليه السلام) سأنقل لكم شيئاً من قضاياه، وانظروا لماذا قتلوا أمير المؤمنين (عليه السلام)؟ لقد قتله الحسد (عليه السلام). وقتله حب المال والجاه والعفة والعصبية. وقتله سيف ابن ملجم الذي نزل على رأسه المبارك، لقد نصبوه (عليه السلام) للخلافة بعد ان زووه في البيت مدة خمسة وعشرون عاماً لقد جاء في نهج البلاغة؛ لا يمكن جمع المياه التي قد سالت. وانه قال للناس: لا يمكن ان يصبح خليفة للنبي الآن وان يقوم بما عليه؟ لكنهم لم يقبلوا واجتمعوا عنده حتى انه خشي ان يختنق اطفاله بين يديه، وبايعوا الامام (عليه السلام) بالقوة. صعد الامام (عليه السلام) المنبر وقال بما معناه: ايها الناس ان سنة النبي هكذا وسأقسم أموال بيت المال كما كان يقسمها النبي، وسأكون مع الحق ضد الظلم حتى لو كان من الأقربين، وسأسترجع امران الحق حتى لو كانت مهور نساءكم. وكان الجميع يؤيده بالتكبير. ومنذ الأيام الأولى اخذ علي (عليه السلام) يقسم المال كما امر الله (عز وجل) مما اثار غيظ طلحة والزبير. وطلبوا منه ان ينظر الى حالهم لكنه رفض.

لا يمكنهم الصبر وقد كانوا في رفاهية في عهد عثمان، ذات ليلة جاؤوا إلى علي (عليه السلام) والسراج مشتعل. وكان الطلحة والزبير نسبةً جيدين كانوا من اصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) الخاصين وكانا يشاركان في الجهاد ويؤديان صلاة الليل. حتى ان أمير المؤمنين كان يقول عن الزبير لقد كان شخصا جيدا لكن ابنه أفسده. العياذ بالله من الصفات الرذيلة من ان نتعلق بالمكتب والكرسي والطاولة (الجاه والمقام) فسألهما الامام (عليه السلام) عن سبب حضورهما؟ فبدأوا بالاعتراض يا علي نحن من أقربائك نحن نعمل معك و... فقام علي (عليه السلام) وأطفأ السراج فتعجبوا وسألوه؟ ان هذا الضوء من اموال المسلمين وكلامكم لا يتعلق بهم، وأستطيع ان اسمع كلامكم من دون نور وعندما رأوا ان علي (عليه السلام) لا يفرط حتى بشمعة من اموال بيت المال قطعوا كلامهم وذهبوا. وجاءوا في يوم آخر إليه (عليه السلام) وكان يجلس فوق البيت. وأخذوا يتكلمون. فنظر إلى الشارع وقال لقد احضروا بضاعة مهمة إلى ذلك المتجر فما رأيكم عندما يأتي الليل ان نضع السلم ونسرق فآخذ قسماً منهم واعطيكم الباقي. فتعجبوا من قوله وقالوا: نسرق يا أمير المؤمنين؟! فأجاب (عليه السلام): وما يختلف ذلك عن ما تطلبونه مني اي ان اسرق من بيت المال.. ولم يتحملوا بعدها فأخلوا ببيعتهم وذهبوا إلى مكة ليحرضوا على علي (عليه السلام) دققوا الآن ان حب المال والجاه هما اللذان حرضا على حرب علي (عليه السلام).. ولا تتعجبوا إذا قال استاذنا العظيم ان تهذيب الأخلاق من اوجب الواجبات لقد حث على حب المال والجاه الطلحة والزبير على قتال علي واتفقوا مع عايشة التي كانت تبغض علياً (عليه السلام) حتى انه يروى عنها. كانت تتوجه إلى المدينة عندما أخبروها ان عثماناً قتل فقالت الحمد لله: ولكنها عندما علمت ان علياً (عليه السلام) أصبح الخليفة غضبت كثيراً وقالت:(ليت السماء أطبقت علي قبل ان أسمع بهذا).

وعادت إلى مكة. واستغلها الطلحة والزبير. فركبت الهودج وترأست الجيش والتفوا حولها. وعندما وصلوا إلى البصرة كان هناك كعب بن ثور الذي كان قاضياً فيها وكان يعد انساناً صالحاً ومستجاب الدعوة لكن بعد مجيء الامام علي (عليه السلام) إلى الكوفة غلبه الحسد فرحل إلى البصرة وتظاهر بالتبليغ هناك. ورأى الطلحة والزبير انه يمكنهم ان يستغلوا كعباً وسيفيدهم بقدر ما يفيدهم السلوك ألف محاربٍ الذين معهم. ايها المتنسكين احذروا ان لا تكون لديكم صفة رذيلة. ايتها النساء العفيفات اللاتي تقمن لصلاة الليل وتؤذن الصلاة جماعة احذرك الصفات الرذيلة. والا فستذهب هذه الحسنات جميعها سدى.

وجاؤوا في منتصف الليل لعند كعب بن ثور، فوجدوه قائماً يصلي ويتعبد فبعد ان انتهى جلسوا بين يديه وانتقدوا أمير المؤمنين (عليه السلام)، وأخبروه انهم قد تهيأوا لحربه وعزله من الخلافة. فتغير لون كعب وقال كيف تريدون قتال علي وهناك آيات عديدة في القرآن تتحدث عنه ومن اليوم الذي بعث فيه الرسول (صلى الله عليه وآله) وحتى رحلته من الدنيا وهو يردد علي. فوضعوا أمامه كيساً من الدراهم وكان الحسد يشعل قلبه ويفهم من التاريخ انه كان يصلي في الليل، لا بد انه كان يقول اللهم خذ علياً وأرحني منه. واعترض على الطلحة والزبير قائلاً: هل أنا أحمق حتى تخدعونني؟! وكما يحلل محللو التاريخ وكان يقصد بكلامه هذا أن المال لا يكفي. فأضافوا وأخيراً قال كعب: حقاً إني لا أرى علياً يستحق الخلافة.

وقام في الصباح يجر جمل عائشة ويقول للناس: (أيها الناس انصروا ام المؤمنين). لقد حملوا القرآن ورفعوه وذهبوا لحربه. فالتف الناس حوله وخطب فيهم خطبة ويفهم من ذلك انه كان عالما بالإضافة إلى زهده وعبادته. لكن إذا كانت هناك صفة رذيلة فان العلم لا يقدر ان يفعل شيئاً للإنسان. وكما يقول القرآن الكريم: {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ} [الأعراف: 176]، وقال في كعب بن ثور في خطبة (يا معشر العضد هذه أمكم فأنها صلاتكم وصومكم) اي يعني بذلك ان الاسلام هو عائشة الاسلام يعني حرب علي، وهل كان كعب بن ثور الذي يأتي لحرب علي (عليه السلام)؟ كلا بل كان الحسد. او كانت عائشة؟ لا، بل الحسد. ام كان الطلحة والزبير الذين يأتون لقتاله (عليه السلام)؟ كلا بل كان حب الجاه والمال، ام كان الناس؟ بل كان الجهل والمشاعر المزيفة والتفريط. والتقى الجيشان وقتل عدد كبير منهم. بدأ الهجوم جيش الطلحة والزبير. وأخذوا يلقون بسهامهم على جيش علي (عليه السلام) وعندما انتهوا بدأ جيش الطلحة والزبير. وأخذوا يلقون بسهامهم على جيش علي (عليه السلام) وعندما انتهوا بدأ جيش علي (عليه السلام) بالرماية وجاء السهم على قلب كعب بن ثور ولم يكن ليقتله لو انه جاء على منطقة أخرى غير الأماكن الحساسة. ووقع عن الجمل ثم امر الامام علي ابنه الحسن (سلام الله عليهما) ففرقوا طائفة العضد منذ الهجوم الأول ووقع هودج عائشة على الأرض فأنقذها من بين الناس باحترام.

يقول الراوي: (كان مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) يتجول بين القتلى ولم يبدِ اهتماماً برؤساء القوم او غيرهم إلى ان وصل الى كعب بن ثور وكان مكباً على وجهه فقلبه (عليه السلام) بالعصا التي بيده على ظهره فنظر إلى وجهه وقال: يا كعب هل رأيت سهم الغيب الذي كنت تبغي ان يصيبني انه اصابك. وأذهب بدنياك وآخرتك. وهل رأيت ماذا فعل بك الحسد). معاذ الله ان يصبح الانسان حسوداً؟.

يقول المحقق النراقي: كان لشخص جار يحسده كثيراً على وضعه إلى ان قرر ان يقتل نفسه. فاشترى غلاماً وأخذ يحسن اليه كثيراً مما اثار تعجب الغلام، في أحد الايام صارحه صاحبه وقال له: هل تعرف لماذا احسنت اليك بهذا الشكل فأجاب الغلام بالنفي. قال لأني اريدك ان تأخذني إلى سطح الجيران وان تقتلني هناك، كي يقبضوا على جارنا ويتأذى من ذلك. فعمل الغلام بما امره صاحبه، لكن الناس هجموا على الغلام وقبضوا عليه. وسألوه عن السبب فأخبرهم. فمات هو ولم يذهب جاره إلى السجن.

الصفات الرذيلة تشقي حياة الانسان، يأتي الى السوق فيجد دكان جاره مغلقاً فيفرح لذلك هذا هو الحسد، وهذا ما يشقي الانسان فالحسد وحب الجاه والمال وغيرهم من الصفات تضيع دنيا الانسان وآخرته. ايها السادة ايتها السيدات انتبهوا لأنفسكم احذروا ان يكون لدى أولادكم صفات رذيلة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 1ـ مقتبس من شرح ابن ابي الحديد، ص248، مجلد1. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.