المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31



كيفية الحمل بالإمام المهدي (عج) وولادته  
  
4234   03:38 مساءً   التاريخ: 2-08-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2، ص559-563
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / الولادة والنشأة /

روى الكليني وابن بابويه والشيخ الطوسي والسيد المرتضى وغيرهم من المحدّثين بأسانيد معتبرة عن حكيمة انّها قالت: كانت لي جارية يقال لها نرجس فزارني ابن أخي الامام العسكري (عليه السلام) وأقبل يحدّ النظر إليها فقلت له: يا سيدي لعلّك هويتها فارسلها إليك؟ فقال: لا يا عمّة لكنّي أتعجّب منها .

فقلت: وما أعجبك؟ فقال (عليه السلام) : سيخرج منها ولد كريم على اللّه عز وجل الذي يملأ اللّه به الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما فقلت: فارسلها إليك يا سيدي؟ فقال: استأذني في ذلك أبي .

 قالت: فلبست ثيابي وأتيت منزل أبي الحسن الهادي (عليه السلام) فسلّمت وجلست فبدأني (عليه السلام) وقال: يا حكيمة ابعثي بنرجس إلى ابني أبي محمد قالت: فقلت: يا سيدي على هذا قصدتك ان أستأذنك في ذلك فقال: يا مباركة انّ اللّه تبارك وتعالى أحبّ أن يشركك في الأجر ويجعل لك في الخير نصيبا .

قالت حكيمة: فلم ألبث أن رجعت إلى منزلي وزيّنتها ووهبتها لأبي محمد (عليه السلام) وجمعت بينه وبينها في منزلي فأقام عندي ايّاما ثم مضى إلى والده ووجّهت بها معه .

 قالت حكيمة: فمضى أبوالحسن (عليه السلام) وجلس أبومحمد (عليه السلام) مكان والده وكنت أزوره كما كنت أزور والده فجاءتني نرجس يوما تخلع خفّي فقالت: يا مولاتي ناوليني خفّك فقلت: بل أنت سيدتي ومولاتي واللّه لا أدفع إليك خفّي لتخلعيه ولا لتخدميني بل أنا أخدمك على بصري .

فسمع أبومحمد (عليه السلام) ذلك فقال: جزاك اللّه يا عمة خيرا فجلست عنده إلى وقت غروب الشمس فصحت بالجارية وقلت: ناوليني ثيابي لأنصرف فقال (عليه السلام) : يا عمّتاه بيّتي الليلة عندنا فانّه سيولد الليلة المولود الكريم على اللّه عز وجل الذي يحيى اللّه عز وجل به الأرض‏ بعد موتها .

فقلت: ممّن يا سيدي ولست أرى بنرجس شيئا من أثر الحبل فقال: من نرجس لا من غيرها.

قالت: فوثبت إليها فقلبتها ظهرا لبطن فلم أر بها أثرا من حبل فعدت إليه (عليه السلام) فأخبرته بما فعلت فتبسّم ثم قال لي: إذا كان وقت الفجر يظهر لك بها الحبل لانّ مثلها مثل أمّ موسى لم يظهر بها الحبل ولم يعلم بها أحد إلى وقت ولادتها لانّ فرعون كان يشقّ بطون الحبالى في طلب موسى وهذا نظير موسى (عليه السلام) ‏ .

وفي رواية أخرى انّه قال: انّا معاشر الأوصياء لسنا نحمل في البطون وإنمّا نحمل في الجنوب ولا نخرج من الأرحام وإنمّا نخرج من الفخذ الأيمن من امّهاتنا لأنّنا نور اللّه الذي لا تناله الدانسات‏ .

قالت حكيمة: فذهبت إلى نرجس وأخبرتها فقالت: لم أر شيئا ولا أثرا فبقيت الليل هناك وأفطرت عندهم ونمت قرب نرجس وكنت أفحصها كلّ ساعة وهي نائمة فازدادت حيرتي واكثرت في هذه الليلة من القيام والصلاة فلمّا كنت في الوتر من صلاة الليل قامت نرجس فتوضّأت وصلّت صلاة الليل ونظرت فاذا الفجر الأول قد طلع فتداخل قلبي الشك فصاح بي أبومحمد (عليه السلام) فقال: لا تعجلي يا عمّة فانّ الأمر قد قرب فرأيت اضطرابا في نرجس فضممتها إلى صدري وسمّيت عليها فصاح أبومحمد (عليه السلام) وقال: اقرئي عليها {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر: 1] فأقبلت أقرأ عليها وقلت لها: ما حالك؟ قالت: ظهر الأمر الذي أخبرك به مولاي ؛ فأقبلت أقرأ عليها كما أمرني فأجابني الجنين من بطنها يقرأ كما أقرأ وسلّم عليّ قالت حكيمة: ففزعت لمّا سمعت فصاح بي أبومحمد (عليه السلام) : لا تعجبي من أمر اللّه عز وجل انّ اللّه تبارك وتعالى ينطقنا بالحكمة صغارا ويجعلنا حجة في أرضه كبارا فلم يستتمّ الكلام حتى‏

غيّبت عنّي نرجس فلم أرها كأنّه ضرب بيني وبينها حجاب ؛  فعدوت نحو أبي محمد (عليه السلام) وانا صارخة فقال لي: ارجعي يا عمّة فانّك ستجديها في مكانها قالت: فرجعت فلم ألبث أن كشف الحجاب بيني وبينها وإذا أنا بها وعليها من أثر النور ما غشي بصري وإذا أنا بالصبي (عليه السلام) ساجدا على وجهه جاثيا على ركبتيه رافعا سبّابتيه نحو السماء وهو يقول: أشهد أن لا إله الا اللّه وحده لا شريك له وانّ جدّي رسول اللّه وانّ أبي أمير المؤمنين ثمّ عدّ اماما اماما إلى أن بلغ إلى نفسه فقال: اللهم أنجز لي وعدي وأتمم لي أمري وثبّت وطأتي واملأ الأرض بي عدلا وقسطا .

وفي رواية عن أبي علي الخيزراني عن جارية له عند الامام الحسن (عليه السلام) انها قالت: لمّا ولد السيد رأيت له نورا ساطعا قد ظهر منه وبلغ افق السماء ورأيت طيورا بيضاء تهبط من السماء وتمسح اجنحتها على رأسه ووجهه وسائر جسده ثم تطير فناداني أبومحمد (عليه السلام) وقال: يا عمة هاتي ابني إليّ فكشفت عن سيدي (عليه السلام) فاذا به مختونا مسرورا طهرا طاهرا وعلى ذراعه الأيمن مكتوب: {جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [الإسراء: 81] , فأتيت به نحوه فلمّا مثلت بين يدي أبيه سلّم على أبيه فتناوله الحسن وأدخل لسانه في فمه ومسح بيده على ظهره وسمعه ومفاصله ثم قال له: يا بني انطق بقدرة اللّه فاستعاذ وليّ اللّه (عليه السلام) من الشيطان الرجيم واستفتح: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ { وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ*ونُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ ونُرِيَ فِرْعَوْنَ وهامانَ وجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ } [القصص: 5-6] وصلّى على رسول اللّه وعلى أمير المؤمنين والائمة (عليهم السّلام) واحدا واحدا حتى انتهى إلى أبيه وكانت هناك طيور ترفرف على رأسه فصاح بطير منها فقال له: احمله واحفظه وردّه إلينا في كلّ أربعين يوما .

فتناوله الطائر وطار به في جو السماء وأتبعه سائر الطير فسمعت أبا محمد يقول: أستودعك الذي استودعته أمّ موسى فبكت نرجس فقال لها: اسكتي فانّ الرضاع محرّم عليه الّا من ثديك وسيعاد إليك كما ردّ موسى إلى امّه وذلك قوله عز وجل: {فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا} [القصص: 13] ؛قالت حكيمة: فقلت: ما هذا الطائر؟ قال: هذا روح القدس الموكل بالائمة (عليهم السّلام) يوفقهم ويسدّدهم ويربيهم بالعلم .

قالت حكيمة: فلمّا أن كان بعد أربعين يوما ردّ الغلام ووجّه إليّ ابن أخي (عليه السلام) فدعاني فدخلت عليه فاذا أنا بصبيّ متحرك يمشي بين يديه فقلت: سيدي هذا ابن سنتين! فتبسّم (عليه السلام) ثم قال: انّ أولاد الأنبياء والأوصياء إذا كانوا أئمة ينشئون بخلاف ما ينشأ غيرهم وانّ الصبي منّا إذا أتى عليه شهر كان كمن يأتي عليه سنة وانّ الصبي منّا ليتكلّم في بطن امّه ويقرأ القرآن ويعبد ربّه عز وجل وعند الرضاع تطيعه الملائكة وتنزل عليه كل صباح ومساء .

قالت حكيمة: فلم أزل أرى ذلك الصبي كلّ أربعين يوما إلى أن رأيته رجلا قبل مضيّ أبي محمد (عليه السلام) بأيّام قلائل فلم أعرفه فقلت لأبي محمد (عليه السلام) : من هذا الذي تأمرني أن أجلس بين يديه؟ فقال: ابن نرجس وهو خليفتي من بعدي وعن قليل تفقدوني فاسمعي له وأطيعي .

قالت حكيمة: فمضى أبومحمد (عليه السلام) بأيّام قلائل وافترق الناس وانّي واللّه لأراه صباحا ومساء وانّه لينبئني عمّا أسأله وواللّه انّي لأريد أن أسأله عن الشي‏ء فيبدءوني به‏ .

وفي رواية انّ حكيمة قالت: فلمّا كان بعد ثلاث اشتقت إلى وليّ اللّه (عليه السلام) فصرت إليهم فسألت عنه فأجابني (عليه السلام) انّه أخذه من هو احق به منك فاذا كان اليوم السابع فأتينا فذهبت في اليوم السابع إليهم فرأيت مولاي في المهد يزهر منه النور كالقمر ليلة أربعة عشرة .

فقال أبومحمد (عليه السلام) : هلمّي ابني فجئت بسيدي فجعل لسانه في فمه ثم قال له: تكلّم يا بني فقال (عليه السلام) : اشهد أن لا إله الّا اللّه وثنّى بالصلاة على محمد وأمير المؤمنين والائمة حتى وقف على أبيه ثم قرأ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ} [القصص: 5]؛ ثم قال له: اقرأ يا بني ممّا أنزل اللّه على أنبيائه ورسله فابتدأ بصحف آدم فقرأها بالسريانيّة وكتاب ادريس وكتاب نوح وكتاب هود وكتاب صالح وصحف ابراهيم وتوراة موسى وزبور داود وانجيل عيسى وفرقان جدي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) ثم قصّ قصص الأنبياء والمرسلين إلى عهده ؛ ثم قال (عليه السلام) : لما وهب لي ربّي مهديّ هذه الامة أرسل ملكين فحملاه إلى سرادق العرش حتى وقفا به بين يدي اللّه عز وجل فقال له: مرحبا بك عبدي لنصرة ديني واظهار أمري ومهديّ عبادي آليت انّي بك آخذ وبك أعطي وبك أغفر وبك اعذّب اردداه ايّها الملكان ردّاه ردّاه على أبيه ردّا رفيقا وأبلغاه فانّه في ضماني وكنفي وبعيني إلى أن احقّ به الحق وأزهق به الباطل ويكون الدين لي واصبا .

 وذكر في حق اليقين كيفية ولادته (عليه السلام) بهذا النحو أيضا وزاد عليه بعض الروايات منها رواية محمد بن عثمان العمري انّه قال: لما ولد السيد (عليه السلام) قال أبومحمد (عليه السلام) : ابعثوا إلى أبي عمرو فبعث إليه فصار إليه فقال: اشتر عشرة آلاف رطل خبزا وعشرة آلاف رطل لحما وفرّقه أحسبه قال: على بني هاشم وعقّ عنه بكذا وكذا شاة .

وروت نسيم ومارية أمتا الحسن بن عليّ (عليه السلام) قالتا: لمّا سقط صاحب الزمان من بطن أمّه سقط جاثيا على ركبتيه رافعا سبّابيته إلى السماء ثم عطس فقال: الحمد للّه ربّ العالمين وصلّى اللّه على محمد وآله زعمت الظلمة انّ حجة اللّه داحضة ولو اذن لنا في الكلام لزال الشك.
وروي عن نسيم انها أيضا قالت: قال لي صاحب الزمان وقد دخلت عليه بعد ميلاده بليلة فعطست فقال: يرحمك اللّه قالت: نسيم: ففرحت بذلك فقال: ألا ابشّرك بالعطاس ؟

فقلت: بلى فقال: هو أمان من الموت إلى ثلاثة أيّام‏ .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.