أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-12-2015
15741
التاريخ: 13/10/2022
1706
التاريخ: 1-2-2016
13418
التاريخ: 11/12/2022
1586
|
مقا- روم :
أصل يدلّ على طلب الشيء ، يقال رمت الشيء أرومه روما. والمرام : المطلب.
معجم البلدان- روم : انّما سمّيت
الروم لأنّهم كانوا سبعة راموا فتح دمشق وقتلوا أهلها ، ثمّ جعلوا يتقدّمون حتّى
انتهوا الى أنطاكية ، ثمّ جاءت بنو العيص- فأجلوهم عمّا افتتحوا ، وسكنوه حتّى
انتهوا الى القسطنطينيّة فسكنوها فسمّوا الروم بما راموا من فتح هذه الكور ، وبنى
القسطنطينيّة ملك من بنى العيص يقال له البزنطي وأمّا حدود الروم : فمشارقهم
وشمالهم- الترك والخزر والرسّ وهم الروس ، وجنوبهم الشام والاسكندريّة ، ومغاربهم
البحر والأندلس. وكانت الرقّة والشامات كلّها تعدّ في حدود الروم أيّام الأكاسرة ،
وكانت دار الملك أنطاكية الى أن نفاهم المسلمون الى أقصى بلادهم.
تاريخ أبى الفداء ج 1 ص 53- وكان
استقرار برويز في الملك في أثناء سنة اثنتين وتسعمائة للإسكندر ، وملك ثمانيا
وثلاثين سنة. ولمّا استقرّ في الملك غزا الروم ، وكسر الروم ووصلت خيله
القسطنطينيّة ، وجمع برويز في مدّة ملكه من الأموال ما لم يجتمع لغيره من الملوك ،
وتزوّج شيرين المغنيّة ، وبنى لها قصرا بين حلوان وخانقين.
ص 54- وبيان ذلك أنّ رسول اللّه ص
ولد في السنة 42 من ملك أنو شيروان ، فيكون له سبع سنين في أيّام أنو شيروان ، و12
سنة في أيّام هرمز بن أنو شيروان ، وسنة ونصف في الفترة التي بين إمساك هرمز وبين
استقرار برويز ابنه ، و32 سنة ونصف من ملك برويز ، ومجموع ذلك 53 سنة ، وهي سنة
935 للإسكندر [وفيها هاجر رسول اللّه صلى الله عليه وآله] وكانت مدّة ملك برويز 38
سنة ، ثمّ ملك شيرويه ، وكان مدّة ملكه 8 أشهر. ثمّ ملك أردشير بن شيرويه وقيل
انّه كان ابن سبع سنين ، وكان مدّة ملكه 18 أشهر.
المروج 1/ 203- ثمّ ملك بعده موريقس
عشرين سنة ، ونصر كسرى أبرويز على بهرام جور ، فقتل غيلة ، وبعث أبرويز غضبا له
[اي غضبا من قتل موريقس الّذى نصر برويز في استقرار ملكه على بهرام جور ، وذلك في
حكومة قرماس] بجيوش الى الروم وكانت له حروب. ثمّ ملك بعد قرماس ثمان سنين الى أن
قتل أيضا ثمّ ملك هرقل وكان بطريقا في بعض الجزائر ، فعمر بيت المقدّس ، وذلك بعد
انكشاف الفرس عن الشام ، ولسبع سنين من ملكه كانت هجرة النبي ص من مكّة الى
المدينة.
والتحقيق
في هذا الموضوع فتارة من جهة تعريف
مملكة الروم وتعيين حدودها ، واخرى من جهة المحاربة بين الروم وايران كما في-. {الم (1) غُلِبَتِ
الرُّومُ} [الروم : 1 ، 2] .
1- حدود مملكة الروم تختلف باختلاف
الدول والأزمنة ، وانّها في زمان ابتداء ظهور الإسلام على ما يظهر من جريان
التاريخ المربوط به : عبارة عن أكثر الأراضي المتعلّقة بالتزكيّة الفعليّة واكثر
أراضي الشامات والأردن ومصر وأراض من اوروبا الشرقيّة. وكانت من أهمّ الممالك
وأعظمها.
2- غلبة ايران كانت بعد قتل موريقس ،
فانّ موريق هو الّذى نصر برويز بن هرمز بن انو شيروان في بدء سلطنته ، ولمّا قتل
مغتالا من جانب فوقاس ثم ملك الروم بعده ، وذلك في سنة 14 من ملك برويز كما في
الكامل لابن الأثير ، فهرب ابن له الى برويز يستنصر على قاتل أبيه فوقاس (قرماس).
قال في الكامل ج 1 ص 168 ط مصر
الأوّل- فأرسل معه العساكر ، وجعل على عساكره ثلاثة نفر من قوّاده ، أمّا أحدهم-
فكان يقال له بوران ، وجّهه في جيش منها الى الشام ، فدخلها حتّى انتهى الى البيت
المقدّس ، فأخذ خشبة الصليب التي تزعم النصارى انّ المسيح صلب عليها ، فأرسلها الى
كسرى. والقائد الثاني- يقال له شاهين ، فمسيره في جيش آخر الى مصر فافتتحها وأرسل
مفاتيح الاسكندريّة الى برويز. وأمّا القائد الثالث وهو أعظمهم فكان يقال له فرخان
، فسار الى الروم فقتلهم وخرب مدائنهم وقطع أشجارهم وسار في بلادهم الى
القسطنطينيّة حتّى نزل على خليجها القريب منها ينهب ويغير ويخرب ، فلم يخضع لابن
موريق أحد ولا أطاعه ، غير أنّ الروم قتلوا فوقاس لفساده ، وملكوا عليهم هرقل.
فيظهر أنّ هذا القتل والنهب قد انتهى
الى قتل فوقاس وملك هرقل ، وذلك في سنة 22 من سلطنة برويز ، يطابق عشر سنوات قبل
الهجرة.
ولازم في انتشار هذا الجريان في
الحجاز أن تمضى سنوات ، حتّى تنزل هذه الآية الكريمة-. { الم (1) غُلِبَتِ
الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ
بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ
سِنِينَ} [الروم : 1 - 4] مع أنّ الآية الشريفة ساكتة عن زمان
مغلوبيّة الروم ، وانّما تدلّ على تحقّقها في زمان الإسلام.
وأمّا غلبة الروم : فأوّلا- انّ دولة
فارس من أواخر ملك برويز قد أخذ بالانحطاط والضعف حتّى قتله ابنه شيرويه واتباعه ،
ثمّ تداولت السلطنة يدا بيد ، من شيرويه الى أردشير ابنه ، ومنه الى شهربراز ، ومنه
الى بوران ابنة برويز ، ثم الى بنت اخرى له ارزميدخت ، ثم الى يزدجرد ، وهو آخر
السلسلة السامانيّة وكان موت برويز في سنة 6 من الهجرة ، وكلّ هذه التحوّلات من
فوت برويز الى انقضاء دولتهم لا يزيد على عشر سنوات.
ويؤيّد هذا المعنى ما يروى في مجمع
البيان عن النبي ص [ذيل الآية] انّه قال ص :
لفارس نطحة أو نطحتان ، ولا فارس
بعدها أبدا ، والروم ذات القرون وهكذا ما في التنبيه والاشراف ص 90- وكان ملكها
(بوران) في السنة- الثانية من الهجرة ، وفيها قال رسول اللّه ص حين بلغه تمليك
الفرس ايّاها ، وما بينهم من التخريب والفتن : لا يفلح قوم يدبر أمرهم امرأت.
ولا يخفى أنّ قوله- في السنة الثانية
من الهجرة : يخالف ما في التواريخ المعتبرة ، ولا سيّما قوله فيما سبق من المروج-
ولسبع سنين من ملك هرقل كانت الهجرة.
وقال في ص 134 من التنبيه : وفي أوّل
سنة من ملكه (هرقل) كانت هجرة رسول اللّه ... ولما ملك هرقل جدّ في حرب الفرس
فكانت لهم حروب كثيرة وفسد الأمر بين كسرى برويز وصاحب جيشه ، وأتاه هرقل ومالأه
على أبرويز ، فخرج هرقل في مراكب كثيرة في الخليج الى بحر الخزر وسار الى طرازنده
وأبواب لازقة ، واستنجد هناك ملوك الأعاجم من اللان والخزر والسرير والأبخار
وجرزان والأرمن وغيرهم ، حتّى صار الى بلاد أران والبيلقان وآذربيجان والماهات من
أرض الجبل واتصلت جيوشه بأرض العراق ، فشنّ الغارات وقتل وسبى.
فيقول بأنّ الهجرة كانت في أوّل سنة
من ملك هرقل ، وهذا هو المخالف لما سبق من أبى الفداء والكامل ، فانّ موريقس قتل
في السنة الرابعة عشر من ملك برويز كما في الكامل ص 168 ج 1 (وامّا الروم فانّهم
خلعوا ملكهم موريق بعد اربع عشرة سنة من ملك برويز وقتلوه وملكوا عليهم بطريقا
اسمه فوقاس) ثمّ انّ فوقاس ملك ثماني سنوات وأربعة أشهر ، ثمّ ملك بعده هرقل ، فيكون
أوّل سنة من ملكه مطابق السنة الثالثة والعشرين من ملك برويز ، وهي السنة العاشرة
قبل الهجرة ، فانّ الهجرة تطابق سنة 33 من ملكه.
ويؤيّد هذا المعنى : بأنّ رسولا كسرى
لما وردا رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) قال : انّ اللّه قد سلّط على كسرى ابنه
شيرويه فقتله- كما في الكامل ج 2 ص 81. وذلك في السنة السادسة من الهجرة ، وهذا
يطابق كون الهجرة في السنة 33 ، فان برويز ملك 38 سنة ، ثم ملك شيرويه.
وثانيا- قد ظهر
من هذه الكلمات : انّ هرقل خرج في مراكب كثيرة ، و استنجد من ملوك الأعاجم ،
ثم سار حتّى اتّصلت جيوشه بأرض العراق ، فشنّ الغارات وقتل وسبى.
الكامل ج 1 ص 169- وسار هرقل في جيشه
الى نصيبين ، وبلغ كسرى برويز الخبر ، فأرسل لمحاربة هرقل قائدا من قوّاده اسمه
راهزار في اثنى عشر ألفا ، وسار هرقل نحو جنود كسرى وقطع دجلة من غير الموضع الّذى
فيه راهزار فاقتتلوا قتالا فقتل راهزار وستّة آلاف من أصحابه ، وانهزم الباقون
وبلغ الخبر إبرويز وهو بد سكرة الملك ، فهاله ذلك وعاد الى المدائن وتحصّن بها
لعجزه عن محاربة هرقل ... وسار هرقل حتّى قارب المدائن ثمّ عاد الى بلاده.
والظاهر أنّ هذا الجريان كان في
أواخر ملك برويز ، وهي السنة الخامسة أو السادسة من الهجرة ، تطابق سنة 37- 38 من
ملك برويز ، وهي سنة/ 940 من غلبة إسكندر ، و637 من ميلاد المسيح ع ، أو أقلّ
بقليل.
فظهر أنّ غلبة الروم ومغلوبيّة فارس
وانحطاط ملكهم وضعفهم الى أن تصل الى الغاية : انّما هي في مدّة أقلّ من عشر سنوات
، من زمان نزول الآية.
وأمّا قوله تعالى- في أدنى الأرض :
الدنوّ هو الاقتراب مع انحطاط ، ولمّا كان غلبة فارس في أطراف بحر الروم (البحر
الأبيض) من سواحل مصر والشام والتركيّة : فهي أقرب الأمكنة والأراضي من جزيرة
العرب ، وأخفضها من جهة قربها بالبحر وورد في التاريخ : أنّ هرقل تقبّل مكتوبة
رسول اللّه ص وأظهر التجليل والتكريم له ص ، بخلاف برويز فانّه قطّعها وطردها :
ولا عجب فانّ برويز هو قاتل أبيه والمتوغّل في الظلم والفحشاء ، وأمّا هرقل فكان
من الرهبان المتعبّدين.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|