أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-1-2019
958
التاريخ: 6-1-2019
1779
التاريخ: 30-12-2018
698
التاريخ: 26-05-2015
931
|
من أسباب الغلو هي المصالح المادية وابتزاز الناس أموالهم والأكل بالباطل وهذا ما فعله الحلاج ، الحسين بن منصور الذي ادّعى الربوبية وقال بالتناسخ وأصحابه قالوا إن اللاهوت حل فيه ...
في عام 299 هـ ادّعى للناس إنه إله وإنه يقول بحلول اللاهوت في الأشرف من الناس ، وانتشر له في الحاشية ذكر عظيم ، ووقع بينه وبين الشبيلي وغيره من مشايخ الصوفية ، فبعث به المقتدر إلى عيسى ليناظره ، فأحضر مجلسه وخاطبه خطاباً فيه غلظة ، فحكى أنه تقدم إليه وقال له فيما بينه وبينه : قف من حيث انتهيت ولا تزد شيئاً وإلا خسفت الأرض من تحتك ، وكلاماً في هذا المعنى ، فتهيب عيسى مناظرته واستعفى منها ، فنقل في سنة 309 هـ إلى حامد بن العباس الوزير ، فحدث غلام لحامد كان موكلاً بالحلاج قال : دخلت عليه يوماً ومعي الطبق الذي عادتي أن اقدمه إليه كل يوم فوجدته قد ملأ البيت نفسه وهو من سقفه إلى أرضه وجوانبه ليس فيه موضع ، فهالني ما رأيت وبقي مدة محموماً ، فكذبه حامد وشتمه وقال : ابعد عني ، وكان دخوله إلى بغداد مشهراً على جمل وحبس في بغداد مشهراً على جمل وحبس في دار المقتدر ، وأفتى العلماء بإباحة دمه.
وكان الحلاج قد أنفذ أحد أصحابه إلى بلد من بلدان الجبل ووافقه على حيلة يعملها ، فخرج الرجل فأقام عندهم سنتين يظهر النسك والعبادة وقراءة القرآن والصوم ، فغلب على البلد حتى إذا تمكن أظهر أنه عمي فكان يقاد إلى مسجده ويتعامى في كل أحد شهوراً ، ثم أظهر أنه زمن فكان يحبو ويحمل إلى المسجد حتى مضت سنة وتقرر في النفوس عماه وزمانته فقال لهم بعد ذلك : رأيت النبي (صلى الله عليه واله) في النوم يقول أنه يطرق هذا البلد عبد صالح مجاب الدعوة تكون عافيتك على يده ودعائه ، فاطلبوا لي كل من يجتاز من الفقراء أو من الصوفية لعل الله تعالى يفرج عني ، فتعلقت النفوس لورود العبد الصالح ومضى الأجل الذي بينه وبين الحلاج فقدم البلد ولبس الثياب الصوف الرقاق وتفرد في الجامع فقال الأعمى : احملوني إليه ، فلما حصل عنده وعلم أنه الحلاج قال له : يا عبد الله رأيت في النوم كذا وكذا فادع الله تعالى لي ، فقال : ومن أنا وما تحكي. ثم ععى له ومسح يده عليه فقام مبصراً صحيحاً ، فانقلب البلد وكثر الناس على الحلاج ، فتركهم وخرج من البلد وأقام المتعامي المبرأ مما فيه شهوراً ثم قال لهم : إن من حق الله عندي ورده جوارحي عليّ أن أنفرد أكثر من هذا ، وأن يكون مقامي في الغزو ، وقد عملت على الخروج إلى طرطوس ، فمن كانت له حاجة يحملها ، فأخرج هذا ألف درهم وقال أغز بهذه عني ، وأخرج هذا مائة دينار وقال : أخرج بها غزاة من هناك ، وأعطاه كل أحد شيئاً فاجتمع له ألوف دنانير ودراهم ، فلحق بالحلاج وقاسمه عليها (1).
ومن لأمثال الحلاج وابن أبي العزاقر العشرات بل المئات الذين أظهروا الزهو ولبسوا ثياب الصوفية وخدعوا الناس يشتى ألوان الخداع والمكر والشعوذة ليديروا منها معاشهم ويصلحوا شأنهم المادي.
لقد صدرت من الحلاج عدة مقولات تؤكد على كفره ، ومنها قوله : ( أنا الحق ) وقوله : ( ما في الجنة إلا الله ).
ومن الشعر قوله المشهور :
ألـقاه في الـيم مـكـتوفـاً وقال لـه
إيّـاك إيّـاك أن تـبـتل بـالـماء (2) .
ومما ينسب إليه :
أرسـلت تـسأل عني كيف كـنت وما
لاقـيت بـعدك من هـم ومـن حـزن
لاكـمت إن كنت أدري كيف كنت ولا
لا كـنت إن كنت أدري كيف لم أكن (3) .
وقد انخدع بالحلاج جماعة من الناس حيث كان يوجه إليهم الكتب والمرسلات ويدعوهم إلى نفسه ويوهمهم أنه الباب والوكيل م قبل الإمام صاحب الزمان (عليه السلام) ولما أراد الله أن يفضحه ويكشفه للناس ، أنه كتب إلى أبي سهل بن إسماعيل بن علي النوبختي يقول له في مراسلة إياه :
إني وكيل صاحب الزمان عليه اسلام وقد أمرت بمراسلتك وإظهار ما تريده من النصرة لك لتقوى نفسك ، ولا ترتاب بهذا الأمر.
فأرسل إليه أبو سهل يقول له :
إني أسألك امراً يسيراً يخف مثل عليك ، وفي جنب ما ظهر على يديك ، من الدلائل والبراهين ، هو أني رجل أحب الجواري وأصبوا إليهن ، ولي منهن عدة اتحظاهن والشيب يبعدني عنهن ، وأحتاج أن اخضبه في كل جمعة وأتحمل منه مشقة شديدة لا سترغبهن ذلك ، وإلا انكشف أمري عندهن ، فصار القرب بعداً ، والوصال هجراً وأريد أن تغنيني عن الخضاب وتكفيني مؤنته ، تجعل لحيتي سوداء ، فإني طوع يديك ، وصائر إليك ، وقائل بقولك ، وداع إلى مذهبك مع مالي في ذلك من البصيرة ولك من المعونة.
فلما سمع ذلك الحلاج من قوله وجوابه ، علم أنه أخطأ في مراسلته وجهل في الخروج إليه بمذهبه.
ثامناً : من أسباب الغلو هو التسلط على الرقاب وطلب الرياسة والزعامة.
فهؤلاء الذين ادعوا الألوهية أو النبوة ، إنما تخيلوها ملكاً ومنزلة ينالها الإنسان بمجاهداته ودعائه ، فما كانوا يتعقلوا الربوبية والعبودية لله وحده لا شريك له خالق الكائنات باريء النسمة ، الواحد الأحد الفرد الصمد ...
كما أن النبوة ليست من صنع انسان عاجز ولا منصب يناله المرء من حيث يشتهي أو يتمنى بل إنها منصب إلهي يختار الله لرسالته من يشاء حيث عبء كبير يختار الله تعالى له من يصلح من البشر ...
لكن هؤلاء الذين في قلوبه مرض ويعتريهم الهوس والخبل ذهبوا إلى أطماعهم وسوّلت لهم أنفسهم لأن يدعوا النبوة لهم.
الكشي بإسناده عن علي بن عقبة ، عن أبيه قال دخلت علي أبي عبد الله (عليه السلام) قال فسلمت وجلست ، فقال لي : كان في مجلسك هذا أبو الخطاب ، ومعه سبعون رجلاً كلّهم إليه ينالهم منهم شيء رحمتهم فقلت لهم : ألا أخبركم بفضائل المسلم ، فلا أحسب أصغرهم إلا قال : بلى جعلت فداك.
قلت : من فضائل المسلم أن يقال : فلان قارئ كتاب الله عز وجل ، وفلان ذو حظ من ورع ، وفلان يجتهد في عبادته لربه ، فهذه فضائل المسلم ، ما لكم وللرياسات. إنما المسلمون رأس واحد ، إياكم والرجال فإن الرجال للرجال مهلكة.
فإني سمعت أبي يقول : إن شيطاناً يقال له المذهب يأتي في كل صورة : إلا أنه لا يأتي في صورة نبي ولا وصي نبي ، ولا أحسبه إلا وقد تراءى لصاحبكم فاحذروه فبلغني أنهم قتلوا معه فأبعدهم الله وأسحقهم إنه لا يهلك على اله إلى هالك (4).
__________________
(1) وفيات الأعيان 2 | 143.
(2) ديوان الحلاج 122.
(3) ديوان الحلاج 118.
(4) الكشي 4 | 582.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|