المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

بوصلة compass
22-5-2018
Martin Wilhelm Kutta
9-4-2017
الكلام واللغة (التفريق بين طابع كل منهما)
28-11-2018
شرح الدعاء (التاسع والأربعون) من الصحيفة السجّاديّة.
2023-10-30
دور الأيونات المنظم Ions Regulatory Role
12-10-2018
الدورة التوأمية
2024-10-02


لا يؤدى عنك إلا أنت اورجل منك  
  
3651   10:19 صباحاً   التاريخ: 31-01-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد
الكتاب أو المصدر : الارشاد في معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : ص54-55.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

ما جاء في قصة البراءة وقد دفعها النبى (صلى الله عليه واله) إلى ابى بكر لينبذ بها عهد المشركين فلما سار غير بعيد نزل جبرئيل (عليه السلام) على النبى (صلى الله عليه واله) فقال له: ان الله يقرئك السلام ويقول لك: لا يؤدي عنك إلا أنت او رجل منك، فاستدعى رسول الله (صلى الله عليه واله) عليا (عليه السلام) وقال له: اركب ناقتي العضباء وألحق أبا بكر فخذ براءة من يده وامض بها إلى مكة وانبذ بها عهد المشركين اليهم وخير أبا بكر بين أن يسير مع ركابك أو يرجع إلي.

فركب اميرالمؤمنين (عليه السلام) ناقة رسول الله (صلى الله عليه واله) العضباء وسار حتى لحق أبا بكر فلما رآه فزع من لحوقه به واستقبله وقال: فيم جئت يا أبا الحسن؟ أسائر أنت معي أم لغير ذلك؟ فقال له اميرالمؤمنين (عليه السلام) ان رسول الله (صلى الله عليه واله) أمرني أن الحقك فاقبض منك الآيات من براءة وأنبذ بها عهد المشركين اليهم وأمرني ان أخيرك بين أن تسير معي أو ترجع اليه فقال: بل ارجع اليه وعاد إلى النبى (صلى الله عليه واله) فلما دخل عليه قال: يارسول الله انك اهلتني لأمر طالت الاعناق إلي فيه فلما توجهت به رددتني عنه؟ مالي أنزل في قرآن؟.

 

 فقال له النبى (صلى الله عليه واله) لا ولكن الامين جبرئيل (عليه السلام) هبط إلي عن الله عزو جل بانه لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك وعلي منى ولا يؤدي عني إلا علي في حديث مشهور.
وكان نبذ العهد مختصا بمن عقده أو بمن يقوم مقامه في فرض الطاعة وجلالة القدر وعلو الرتبة وشرف المقام، ومن لا يرتاب بفعاله ولايعترض عليه في مقاله، ومن هو كنفس العاقد وأمره أمره، فاذا حكم بحكم مضى واستقر وأمن الاعتراض فيه.

 

وكان بنبذ العهد قوة الاسلام وكمال الدين وصلاح أمر المسلمين، وتمام فتح مكة واتساق احوال الصلاح، فأحب الله تعالى أن يجعل ذلك في يد من ينوه باسمه ويعلى ذكره وينبه على فضله و يدل على علو قدره، ويبينه به عمن سواه، وكان ذلك أميرالمؤمنين علي (عليه السلام) .

ولم يكن لاحد من القوم فضل يقارب الفضل الذى وصفناه، ولايشركه فيه أحد منهم على ما بيناه.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.