1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الحياة الاسرية : مشاكل و حلول :

الاحساس بالحقارة

المؤلف:  محمد تقي فلسفي

المصدر:  الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب

الجزء والصفحة:  ص 67 ــ 72

2024-10-04

135

الشبان المنحرفون غير المريحين، وهم اولئك الذين اصيبوا بشعور الحقارة نتيجة سوء التربية، او لنقص عضوي أو حرمان وإحباط طفوليين، أو نتيجة لصدمات نفسية شديدة نزلت بهم في مرحلة الطفولة، فغيرت أخلاقهم وطبائعهم. إن هؤلاء يقومون بأعمال مخربة وغير عادية في الأسرة والمجتمع، لكي يظهروا وجودهم، ويبينوا قدرتهم ويعوضوا بالتالي من خلال هذا الطريق عن عقدة الحقارة في باطنهم.

المنحرفون اكتسابياً: 

(الانحرافات الاكتسابية: يكون المنحرفون الإكتسابيون في صفوف المنحرفين، ونصف المنحرفين والمتحللين أخلاقياً، والذين أصبحوا هكذا لا إرادياً بصورة من الصور.

إن هذه الإنحرافات، تنتج غالباً عن المشاكل والخداع، والحقد والكراهية، وبعد الصدمات العاطفية التي تؤدي إلى تشنج حالة الطفل وبدون أن يعلم ماهية هذه الأحداث وفي بعض الأوقات يقف أمام تصرفاته الذاتية وحتى إنه يتغلب أحياناً على تصرفه وطبعه السابق.

يعتقد (أدلر) أن الشخص المنحرف يشعر دوماً أنه أضعف وأصغر من الآخرين، وتحظى العوامل الإجتماعية والاقتصادية لهذا الضعف لدى أغلب المنحرفين بأهمية خاصة.

إن الطفل أو الصبي الذي ينقلب، إثر إحساسه بالحقارة، تحصل لديه عادات وتصرفات جديدة، وتصرفاته هذه هي ردود فعل، إذن فهي مكتسبة وثانوية ايضاً. ولو لم يجرح قلبه بسبب الأسرة أو المدرسة أو المجتمع لما برزت لديه هذه الانحرافات) (1).

تجاهل القوانين:

إن الشخص المصاب بعقدة الحقارة يرى نفسه حقيراً وصغيراً، له ضمير مضطرب وقلق، ويشعر بالغضب على الأشخاص الذين ينظرون إليه بحقارة وإهانة.

إن هذا الشعور بالذلة والصغار يجعله لا يعتني بالموازين الأخلاقية أو الضوابط الإجتماعية، ويفكر في نفسه: ويقول بما أنني ذليل وحقير في رأي الناس ولا قيمة لي في محيط الأسرة والمجتمع، فلماذا لا أحرر نفسي من القيود الإجتماعية والحدود القانونية والأخلاقية؟ ولماذا لا أنتقم من المحتقرين لكي أعوض عن حقارتي؟ إن هذا النوع من التفكير يدفع به نحو الأعمال الانحرافية ويسوقه إلى طريق الشر والابتذال.

عن الإمام الهادي (عليه السلام): (من هانت عليه نفسه فلا تأمن شره) (2).

عوارض الاحساس بالحقارة:

إن الشاب، نتيجة عقدة الحقارة أو الإحساس بالحقارة يصاب بمرض التكبر فلا يهتم للناس، فيعتدي ويتمرد، ويتجاهل الأصول الأخلاقية والإنسانية وبالتالي يصبح جباراً لا يستحي من القيام بأي عمل.

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (ما من رجل تكبر أو تجبر إلا لذلةٍ وجدها في نفسه) (3).

حب السيطرة:

(يقول جون ديوي: إن غريزة حب السيطرة لدى الأشخاص المبتلين بمشاعر الحقارة، أو عقدة الحقارة الشديدة، وللتعويض عن النقص في الشخصية يسعون للتأثير على الآخرين فيجذبون بذلك انتباههم إلى قدرتهم وقوتهم، وعن هذا الطريق يكونون قد عوضوا عن حقارتهم.

إن الاضطرابات الشديدة للأشخاص الضعفاء - الناتجة عن تصورات التعالي، وطلب المناصب، والصراخ، والتصلب، والوقاحة والتسلط على الآخرين الخاضعين أصلاً لهم. كل هذه تدل على علامات حب التسلط) (4).

إن هناك عوامل مختلفة تؤثر في الإنسان وتؤدي إلى ظهور عقدة الحقارة وبعض هذه العوامل يعذب الشخص دائماً.

ازدياد الحقارة:

إن الأشخاص المصابين بعقدة الحقارة يجب أن يلتفتوا إلى أن عقدتهم تبقى على حالها ببقاء حالهم على التجبر والتكبر وببقاء حالهم على الخلاف والتخريب هذا بالإضافة إلى مبادرتهم بالأذى والعدوان كون هذه الأعمال ترسخ عقدهم وتجرهم إلى الحقارة والسخرية أكثر فأكثر ولهذا السبب فإن الأئمة الأطهار (عليهم السلام) يوصون أتباعهم ألا يظهروا أي رد فعل سلبي أو يقوموا بممارسات خاطئة عند مواجهتهم لتصرفات الجهلة التحقيرية.

خرج الإمام الصادق (عليه السلام) مع رفيقين له أحدهما (مرازم) والآخر (مصادف) وينقل محمد بن مرازم عن أبيه حادثاً وقع أثناء خروجهم فيقول: خرجنا مع أبي عبد الله (عليه السلام) حيث خرج من عند أبي جعفر المنصور من الحيرة فخرج ساعة أذن له وانتهى إلى السالحين (قرية تبعد أربعة فراسخ عن بغداد) في أول الليل، فعرض له عاشر من قبل الدولة كان يستحصل رسوم الدخول في السالحين فقال له: لا أدعك تجوز فألح عليه وطلب إليه، فأبى إباء وأنا ومصادف معه، فقال له مصادف: جعلت فداك إنما هذا كلب قد آذاك وأخاف أن يردك وما أدري ما يكون من أمر أبي جعفر وأنا ومرازم أتأذن لنا أن نضرب عنقه، ثم نطرحه في النهر فقال: كف يا مصادف فلم يزل يطلب إليه حتى ذهب من الليل أكثره فأذن له فمضى فقال: يا مرازم هذا خير أم الذي قلتماه؟ قلت: هذا جعلت فداك، فقال: إن الرجل يخرج من الذل الصغير فيدخله ذلك في الذل الكبير (5).

وعنه (عليه السلام): (لا تشار من فوقك ولا تسخر بمن هو دونك) (6).

العلاج العقلاني

إن الأشخاص الذين يعانون العذاب من عقدة الحقارة، يجب عليهم أن يفكروا بشكل سليم، ويبحثوا عن حل لتعويض حقارتهم بتعقل، ويتخلصوا بطريقة صحيحة من نقصهم وحقارتهم لكي يحصلوا على شخصية سليمة ومحبوبة في الأسرة والمجتمع.

على سبيل المثال إن نقص العضو عند الانسان هو أحد الأسباب الرئيسية لإيجاد عقدة الحقارة، فإذا كان الطفل مصاباً بذلك منذ طفولته أو اصيب فيما بعد فهو عندما يصل مرحلة الشباب يتعذب من جراء هذا النقص العضوي، فيشعر بحقارة دائمة.

(إن النقص الجسمي يشمل أشياء كثيرة، كالخال أو الأثر الظاهر على وجه فتاة جميلة أو اعوجاج عظام القدم أو العمود الفقري وغير ذلك، كل هذه النواقص تجعل الإنسان تحت ضغط من عقدة الحقارة تعذبه في بعض الأوقات وقد تدفع به أحياناً إلى الجنون أو الانتحار.

إن الطفل الضعيف أو المصاب بعاهة لا يستطيع الدفاع عن نفسه، وهو مجبر على أن يتحمل سخرية زملائه الأصحاء ورد فعله الوحيد هو أن يتظاهر بعدم الاهتمام.

وهذا العمل بحد ذاته هو قمع لإحساساته وشخصيته، وهو سيكون معذب فكرياً دوماً. إن المشاعر الجريحة عندما لا تلتئم بطريقة ما فإنها تتسرب إلى الضمير الباطني، لتصبح بالتالي سبياً للاختلال الفكري) (7).

إن عالم اليوم بتقدمه الباهر في مختلف أقسام الجراحة، أمكنه أن يزيل بعض العاهات والنواقص الجسمية. إن أمثال هؤلاء الشباب يجب أن يستفيدوا من الأساليب العلمية والفنية، ويضعوا أنفسهم تحت إشراف الخبراء والمتخصصين وربما كان ميسوراً إصلاح نقصهم البدني ومن ثم حل عقدهم النفسية.

وإذا لم يكن إصلاح العاهة البدنية ميسوراً بالوسائل العلمية، فإنه بإمكانهم الإستفادة من قابلياتهم الباطنية وكذلك تنشيط كفاءاتهم وعن هذا الطريق يمكن التعويض عن نواقصهم الجسمية.

التعويض عن النقص:

إن هؤلاء الشبان، رغم انهم مصابون بالنقص إلا أن معظمهم يمتلك مؤهلات اخرى في مجالات متعددة، فإنهم لو بادروا كفاءاتهم واستثمروها في إحدى المجالات العلمية أو العملية لاستطاعوا أن يتعلموها بصورة جيدة وبهذا سيعوضون عن نقصهم الطبيعي بالمهارة التي اكتسبوها. وعن هذا الطريق يجلبون لأنفسهم اهتمام واحترام الآخرين ويتخلصون من الشعور بالحقارة والاستخفاف.

فكم من أشخاص مصابين بالعمى أو الصمم ولكنهم رغم هذا النقص لم يدخل اليأس إلى قلوبهم، بل شرعوا يسعون للإستفادة من كفاءاتهم لارتقاء مدارج الكمال للتعويض عن نقصهم واكتساب احترام الآخرين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ ماذا أعلم؟ تربية الأطفال الصعبين، ص 51.

2ـ تحف العقول، ص 483.

3ـ الكافي، ج 2، ص 312.

4ـ الأخلاق والشخصية، ص 138.

5ـ روضة الكافي، ص 87.

6ـ تحف العقول، ص 304.

7ـ عقدة الحقارة، ص 12.