
إن اجتذاب الفتيان إلى الهدف الذي نسعى إليه، وهو (الصلاة) يتوقف على الوعي بنوعية شخصية الفتيان، والأسلوب الواجب اتباعه مع كل واحد منهم.
فشخصية المراهق - كما يراها علماء النفس التربويون - ذات أنماط متباينة؛ مثل الشخصية المتحركة تلقائيا، والشخصية التي تميل إلى المساومة والانسجام، والشخصية الشكاكة، والصدامية، والعدوانية غير المهذبة، والمجازفة والمشفقة، والخلوقة... ويجب معاملة كل منها بأسلوب خاص، إلا أن إجراء هذه الضوابط سيكون له دوره التوجيهي الفاعل، فيما لو اقترن باتخاذ المواقف التالية مع تلك الشخصيات بأنواعها:
أولا: المحبة، وهي أن نقول له ما يشبع غروره، ولتكن العبارة التالية على سبيل المثال: إننا فخورون بولد مصل مثلك.
ثانيا: التحفيز؛ عن طريق ذكر فضائل وثواب العمل الصالح في الإسلام؛ كأداء الصلاة.
ثالثا: الثناء على الآخرين، من دون الاساءة إليه، أو الاستهانة به.
رابعا: التشجيع وبث المعنويات؛ عن طريق عبارات الإطراء، من قبيل: أراك غدوت أكثر نورا ونضارة عند أدائك للصلاة.
خامسا: التجميل الظاهري، مثل: إعداد المكان المناسب للصلاة، وسجادة الصلاة الجميلة، وترتيب ظاهر الإنسان، ومراعاة جوانب الزينة.. وغيرها.
سادسا: التسامح مع الفتى في شؤون العبادة، ومراقبته لئلا يرهق نفسه بها، لأن المرهقين من الصلاة اليوم هم التاركين لها غدا.
وقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) حديث في هذا الصدد، يقول فيه: "اجتهدت في العبادة وأنا شاب، فقال لي أبي: يا بني، دون ما أراك تصنع، فإن الله عز وجل إذا أحب عبدا رضي عنه باليسير".