ينبغي السعي دائما لتجنب تضاد العقل والعواطف عند طرح المسائل، والسعي أيضا إلى عدم إهمال العواطف بل توجيهها باتجاه العقل لكي تزيده قوة، ولبلوغ هذا الهدف وكسب العواطف ينبغي مراعاة الأمور التالية:
أولا: اسم الفرد أحلى كلمة وألطف نغمة لديه، فينبغي الاستعانة بذكر كنيته لكسب عواطفه، مع تكنيته بأحب الكنى وأغلاها لديه، وقد حثت الروايات على تكنية الفرد في حضوره، وقد نقل عن أخلاق الرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه كان ينادي كل فرد بكنيته ويختار كنية مناسبة لمن ليست له كنية.
ثانيا: يجب فسح المجال للآخرين لتكملة كلامهم، والإنصات إليهم، مما يدل قبل كل شيء على بحث الشخص عن الحقيقة، إضافة إلى إخلاصه واحترامه وتقديره لأفكار الطرف المقابل، ولكل من هذه النقاط حصة فعالة في كسب عواطفه الإيجابية.
ثالثا: يجب ذكر محاسن الطرف المقابل الكلامية وذكرها بما تستحقه من الأهمية لكي يستعد روحيا لتقبل نقاط ضعفه وأخطائه.
رابعا: الشفقة العملية بمعناها الواقعي هي من أهم عوامل كسب عواطف الآخرين وإعداد أرضيتهم الفكرية لتقبل المسائل المبدئية، فلو لمسوا شفقة عملية من المتكلم لأمكن أن يتقبلوا كلامه حتى لو كانوا غير مقتنعين باستدلالاته بصورة كاملة، ويخطئوا فكرهم ويقنعوا أنفسهم بصحة آرائه، وأن صلاحهم في ما يقترحه.
خامسا: يجب أن يكون أسلوب التذكير بالأخطاء بشكل حتى لو لم يكسب عواطف الطرف المقابل لصالح المتكلم فإنه في الأقل لا يجرحها، ولهذا ينبغي تذكير الآخرين بأخطائهم بصورة غير مباشرة قدر المستطاع.
وتعتبر قصة تعليم الإمامين الحسن والحسين (عليهما السلام) الوضوء لشيخ كبير، كان لا يجيد الوضوء، من أشهر وألطف النماذج في الأسلوب غير المباشر.