لم تقتصر الشريعة الإسلامية الحقة في تربيتها للإنسان على تربية الولد فقط، بل شملت البنت كذلك، وربما اهتمت بتربية البنت أكثر؛ لأنها الوعاء الذي يحفظ الأجنة وينميها، والحضن الذي يكتنف الإنسان الوليد ويرعاه ويربيه ويؤدبه، ومن الجوانب المهمة التي أكدت عليها الشريعة الإسلامية في تربية البنات التربية المثلى:
أولا: إن التربية الإسلامية تحث الوالدين على حب البنت وإكرامها، لتمتلئ نفسها ارتياحا واطمئنانا ووثوقا، ولتنشأ في ظل أجواء نفسية وتربوية طيبة، تعدها وتؤهلها للحياة الاجتماعية المستقبلية.
ثانيا: إن للمرأة مكانتها السامية ودورها المهم في تربية وإعداد جيل صالح مؤمن مقتدر، لذا فإن الإسلام العظيم يكرمها بتوجيه هذه المسؤولية الكبرى إليها، ويوصيها باعتبارها منبع الحب والحنان، ومصدر الاستقرار والطمأنينة في البيت، بأن تحرص على خلق جو عائلي مفعم بروح طيبة وعلاقة حسنة.
ثالثا: يتعين احترام المرأة وإكرامها وإعزازها وتقديرها حق قدرها، والنظر إليها من خلال مكانتها الكريمة، ومنزلتها العظيمة التي وضع الإسلام الحنيف فيها من عفة وطهر وأدب ومثل سام، ومسؤولية مقدسة كبرى في بناء جيل صالح مؤمن بالله جلت عظمته وبرسوله وأوصيائه عليهم السلام.
رابعا: على المرأة أن تقوم بوظائفها الطبيعية في الحياة، وكذلك على الرجل أيضا أن يقوم بمهامه بالنسبة للمجتمع والحياة، ويكون إنجاز هذه الوظائف الطبيعية على سبيل التعاون والتكافؤ لا على سبيل التسخير والاستخدام.
خامسا: أسند الإسلام للمرأة خدمة المجتمع في داخل البيت، وأسند للرجل خدمة المجتمع في خارج البيت، وذلك لأن المرأة بطبيعتها الأنثوية الرقيقة أجدر بإدارة البيت الذي يقوم على الحب والعطف والحنان