Logo

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع


مرحبا بكَ زائرنا العزيز
نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية

تحذير! هل انت متأكد من حذف هذا المقال مع الردود عليه ؟
علم في زمن الحرب:من معادلة إلى القنبلة النووية

منذ 1 اسبوع
في 2025/10/31م
عدد المشاهدات :328
بيت القصيد
هذه الحقيقة تحذرنا: المعرفة العلمية تحمل في طياتها إمكانيات عظيمة للاستخدام البنّاء كما للاستخدام المدمّر وما يحدّد المسار هو قرار المجتمع، السياسة والتكنولوجيا معًا.
عندما نفكّر اليوم في القنبلة النووية تنبثق أمامنا صورة طاقة هائلة تُطلق في لحظات معدودة. لكن الطريق من معادلة كتبها عالم شاب إلى سلاح قادر على تدمير مدينة بأكملها ليست قصة اختراق تكنولوجي فحسب، بل هي سلسلة معارف فيزيائية وتجارب وتقنيات وسياسات واجتماعية تداخلت معًا. في هذه المقالة سأشرح كيف أدّت أفكار النسبية إلى ظهور القنبلة النووية، مع تبسيط المفاهيم الفنية وتجنّب المعادلات قدر الإمكان.
في عام 1905 وضع ألبرت آينشتاين فكرة أساسية تقول إن الكتلة والطاقة وجهان لعملة واحدة. هذه الفكرة لا تعني أن كل جسم يمكن تحويله بكامل كتلته إلى طاقة بسهولة، لكنها تفتح الباب أمام إمكانيات هائلة: كمية صغيرة من الكتلة يمكن أن تمثل طاقة هائلة طالما كانت هناك آلية لتحريرها. هذه الفكرة كانت ثورية لأنها غيّرت نظرتنا إلى المادة كمصدر محتمل للطاقة، وليس مجرّد مجرد "مادة صلبة".
بعد اكتشاف العلاقة بين الكتلة والطاقة، تحرّك العلماء لدراسة ما يجري داخل النواة. تبين أن النواة لا تساوي في كتلتها مجموع كتل مكوناتها إذا قيس ذلك بدقّة؛ هناك فرق صغير في الكتلة يُسمّى "عجز الكتلة" وهذا الفرق هو الذي يُعتبر طاقة ربط النواة، أي الطاقة المطلوبة لكي تبقى البروتونات والنيوترونات معًا في ترتيبها النووي. التحوّل بين الكتلة والطاقة في هذا المستوى هو ما يجعل الطاقة النووية ممكنة.
حتى ذلك الحين كانت فكرة تحويل عجز صغير في الكتلة إلى طاقة مجرد حقيقة تجريبية ونظرية. إلا أن اكتشافات في أواخر ثلاثينات القرن العشرين أظهرت أن بعض نوى العناصر الثقيلة، مثل اليورانيوم، قابلة للانقسام إلى نوى أصغر عند تصادمها بنيوترون. هذا الانقسام ينتج طاقة ونيوترونات حرّة. الأهم أن بعض الانقسامات تنتج أكثر من نيوترون واحد، وهو ما يمنح إمكانية حدوث سلسلة تفاعلية: نيوترونات حُرّة تولّد انقسامات جديدة، وهكذا.
السر هنا هو أن كل انقسام نووي يحرِّر فرقًا طفيفًا في الكتلة بين النواة قبل الانقسام وبين مجموع الكتل بعده، وهذا الفرق يتحوّل إلى طاقة. مربع سرعة الضوء في علاقة تحويل الكتلة إلى طاقة كبير جدًا، لذا حتى فرق كتل صغير جدًا يوازي طاقة كبيرة. عندما يتكرر هذا الانقسام الملايين من المرّات في جزء صغير من مادة قابلة للانشطار، تكون الطاقة الناتجة هائلة وفورية وهو ما تريده القنبلة. بالمقابل، في مفاعل نووي تُدار هذه العملية ببطء وبشكل متحكم فيه لإنتاج حرارة تُستغل لتوليد كهرباء.
نظريًا، وجود ظاهرة انشطار وسلسلة تفاعلية كافٍ لفكرة السلاح. عمليًا، كانت هناك معضلات هندسية ومهارية يجب حلها:
1. مادة قابلة للانشطار بكفاءة: ليس كل نظير يصلح. اليورانيوم الطبيعي يتكوّن في الغالب من نظير لا يشيع الانشطار (U-238) ونسبة صغيرة من U-235 القابلة للانشطار. لذلك ظهرت تقنيات فصل النظائر (الطرد المركزي، الانتشار الغازي، إلخ) لعزل نسبة كافية من U-235. حل آخر كان إنتاج البلوتونيوم-239 في مفاعلات ثم فصله كيميائيًا.
2. الوصول إلى الكتلة الحرجة بسرعة: لكي يحدث انفجار نووي بدلاً من تفكك المادة قبل انتهاج سلسلة كاملة، يجب جمع مادة الانشطار إلى حالة "كتلة حرجة" بسرعة وبشكل متزامن. هذا قاد إلى تصاميم هندسية متقدمة مثل طريقة "المسدس" حيث تُقذف قطعتان من اليورانيوم معًا، أو طريقة "الانضغاط الانفجاري" (implosion) حيث تُضغط كرة من البلوتونيوم بتفجير متزامن محاط بمتفجرات تقليدية.
3. التحكم في النيوترونات والبنية الأولية: التصميم يتطلب معرفة عميقة في الفيزياء النووية، خواص المواد، الديناميكا الانفجارية والتوقيت بالنانoseconds، وكلها مجالات تقنية كانت حديثة العهد آنذاك.
الان هناك سؤال يطرح نفسة لماذا تحوّل العلم إلى سلاح
في أواخر ثلاثينات وأوائل أربعينات القرن العشرين، كان العالم يعيش في حالة توتر عالمي متصاعد. إدراك أن التحويل العملي للطاقة النووية قد يؤدي إلى سلاح فتاك دفع علماء ووطنيين إلى التعاون مع حكوماتهم. مشروع مانهاتن في الولايات المتحدة جمع موارد هائلة من علماء ومهندسين ومصانع لإنتاج المادة الانشطارية وتصميم السلاح خلال الحرب العالمية الثانية. هذا المزج بين العلم، المال والسياسة كان العامل الحاسم في تحويل المعرفة النظرية إلى واقع عملي.
من المهم أن نكون دقيقين: لم يكتفِ اكتشاف النسبية وحده بصنع القنبلة. النسبية أعطت الإطار النظري الرئيسي الفكرة القائلة بأن الكتلة يمكن أن تكون طاقة لكنها لم تخترع الانشطار النووي أو تقنيات تخصيب اليورانيوم أو تصميم التفجير. تلك كانت نتيجة تجارب نووية، تطوّر في علم المواد، هندسة متفجرات متزامنة، وكيمياء فصيلة لعزل البلوتونيوم. لذا العلاقة هي علاقة سبب نظري أساسي + اكتشافات وتجارب وتطبيقات هندسية وسياسية مدموجة.
لقد تجمع العديد من أبرز علماء القرن العشرين. فقد قاد روبرت أوبنهايمر المشروع العلمي العام، بينما عمل إلى جانبه في الفيزياء النظرية أسماء بارزة مثل هانز بيثه وريتشارد فاينمان وجون فون نيومان. أما في مجال التجارب النووية فقد كان إنريكو فيرمي، الحاصل على جائزة نوبل، أحد العقول الأساسية التي برهنت على إمكانية التفاعل المتسلسل عمليًا. كذلك شارك إدوارد تيلر الذي عُرف لاحقًا بعمله على القنبلة الهيدروجينية، ونيلز بور الذي هرب من أوروبا النازية وأسهم بخبرته النظرية. وعلى الصعيد الهندسي كان هناك إرنست لورنس مخترع السيكلوترون الذي ساعد في تطوير تقنيات الفصل الكهرومغناطيسي لليورانيوم، بالإضافة إلى جيمس تشادويك مكتشف النيوترون الذي ساعد في الاستشارات العلمية للمشروع. كل هؤلاء، مع آلاف من الباحثين والمهندسين، جعلوا من الفكرة النظرية واقعًا تفجّر في صحراء نيومكسيكو في يوليو 1945.
ظهور السلاح النووي غيّر وجه السياسة والأخلاقيات العلمية. المجتمع العلمي واجه أسئلة جديدة: هل ينبغي مشاركة نتائج أبحاث أساسية بحرية ما مسؤولية العلماء عن استخدام اختراعاتهم بالإضافة إلى ذلك، دفع الوجود النووي إلى سباق تسلح، ودعا إلى نظم رقابة وانتشار ومواثيق دولية للتخفيف من مخاطره.
قصة تحول الاكتشافات النسبية إلى اختراع القنبلة النووية هي مزيج من عبقرية نظرية، تجارب مفصلية، وتقنيات هندسية وسياسات دولية. النسبية لم تخلق القنبلة مباشرة، لكنها قدّمت المفتاح المفاهيمي: الكتلة طاقة. الجمع بين هذا المفتاح وبنية النواة، وفهم الانشطار، وقدرة الإنسان على صنع المادة الانشطارية وتصميم التفجير، هو ما أدى في النهاية إلى ظهور أول سلاح نووي.
الانقسام الاجتماعي في العراق من التناحر إلى الوحدة الإيمانية رؤية قرآنية
بقلم الكاتب : وائل الوائلي
إن العراق، ذلك البلد المبارك الذي ازدان بضياء النهرين وتراث الأنبياء، ظلّ عبر تاريخه الحديث يعاني من آفة التناحر والانقسام، حتى كادت نيران الفرقة أن تلتهم أخضرَه ويابسَه. ولئن تعددت مظاهر هذا الانقسام بين حزبيةٍ طاغية، وعشائريةٍ متجذرة، وطائفيةٍ مميتة، فإن المنهج القرآني يظلّ المنار الوضاء الذي... المزيد
المزيد من المقالات الإجتماعية

المزيد من المقالات الثقافية

مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها... المزيد
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه،... المزيد
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد... المزيد
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى.... المزيد
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه، لكنه كان...
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد آلام أمةٍ...
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه...
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي خاصة، نُشَخِّص...


منذ 7 ايام
2025/11/03
عندما نقرا تاريخ الكرة الاسيوية ونحدد فترة معينة يمكن من خلالها معرفة من هم كبار...
منذ 1 اسبوع
2025/11/02
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء الثالث والسبعون: عودة الميكانيكا البوهمية: لماذا...
منذ 1 اسبوع
2025/10/31
عندما نفكّر اليوم في القنبلة النووية تنبثق أمامنا صورة طاقة هائلة تُطلق في لحظات...
رشفات
( مَن صبر أُعطي التأييد من الله )