جاء في الخطبة 108 في نهج البلاغة في وصف أمير المؤمنين للنبي الأعظم صلوات الله عليهما: طَبِيبٌ دَوَّارٌ بِطِبِّهِ قَدْ أَحْكَمَ مَرَاهِمَهُ وَأَحْمَى مَوَاسِمَهُ يَضَعُ ذَلِكَ حَيْثُ الْحَاجَةُ إِلَيْهِ.
من الصفات التي أطلقها أمير المؤمنين "عليه السلام" على ابن عمه ونبيّه رسول الله محمد "صلى الله عليه وآله" أنه: (طَبِيبٌ دَوَّارٌ بِطِبِّهِ) وبهذه الصفة دلالة لطيفة جدا مفادها أن النبي كان ينشر ما يعلم ويدور به على من يريد لا أنه جالس في بيته والناس تأتي إليه فالنبي يدور على المسلمين كما يدور الطبيب على مرضاه وينقل أن المسيح رُئيَ خارجا من بيت عاهرة، فقيل له: يا سيدنا، أمثلك يكون هاهنا! فقال: إنما يأتي الطبيب المرضى!
ويضيف أمير المؤمنين قيدا آخر مهما وهو: (قَدْ أَحْكَمَ مَرَاهِمَهُ) المراهم العلاجات التي يستخدمها الطبيب ووصف النبي بذلك لمشاهبتها بوصف الطبيب ولأن النبي لا ينطق بما لا يعلم أو ينطق بما يظن به أو شاكٌ به بل متيقن ويتكلم بملئ الفم، ويصف هنا الطبيب أيضا بأنه (وَأَحْمَى مَوَاسِمَهُ) والمواسم المكواة والحديد الذي يوسم به الخيل وغيرها، وهذه دلالات على أن النبي كلامه دقيق حدوثا وبقاءا ما لم تطاله يد التحريف. ويضيف أمير المؤمنين صفة أخرى (يَضَعُ مِنْ ذلِكَ حَيْثُ الْـحَاجَةُ إِلَيْهِ) فالنبي حكيم ويضع كل شيء في موضعه فعلمه يعطيه لم يستحق ولمن يستوعب وعائه ذلك فكما جاء عن أمير المؤمنين أن إعطاء الحكمة لغير أهلها ظلم لها..بعد هذه الصفات التي ينبغي أن يقتدي بها العالم انطلاقا من التأسّي بالرسول نتلكم عن الصفات التي ذكرها أمير المؤمنين فيمن تعلموا والحمد لله.







وائل الوائلي
منذ 17 ساعة
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN