إذا سعى الأبوان إلى فرض منهجهما التربوي والتوجيهي عن طريق لغة الصداقة والموعظة أو من خلال اتباع أسلوب المشاورات وتبادل الآراء مع أبنائهما، فمن المؤكد أنهما سينجحان في التسلّل إلى أعماق الأبناء، وتمرير منهجهما التربوي بشكل سليم ويسير
وقد أولى الإسلام هذه المسألة النفسية الحساسة بالغ الاهتمام في برامجه التربوية لجيل الشباب، فهناك كثير من الآيات القرآنية والروايات الإسلامية المعتبرة جاءت لتؤكد أهمية تربية الفتيان والشبان على أساس تقديرهم واحترام شخصيتهم.
قال تعالى : {وَإِذْ قالَ لُقْمَانُ لَابْنهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ}
لقد كان لقمان رجلاً ربانياً وحكيماً مؤمناً نزلت في حقه وبأسمه ســورة قرآنية ، تضمنت جانباً من تربيته ومواعظه الحكيمة لابنه.
من خلال قراءتنا لسورة لقمان نلمس العناية بحديث لقمان وموعظته لابنه ، وهذه العناية تبرز من خلال كلمته (وهو يعظه).
فلو لم يأت ذكر هذه الكلمة في الآية المذكورة ، ونزلت الآية على النحو التالي، وإذ قال لقمان لابنه يا بني ، لكانت كاملة ومفهومة ، ولكننا كنا جهلنا أسلوب مخاطبة لقمان العارف الحكيم لابنه ، ولكن الله سبحانه وتعالى أراد أن يوضح هذا الأسلوب بكلمة (وهو يعظه) ، وشاء أن يعرفنا بأن خطاب لقمان لابنه لم يكن يحمل صيغة الأمر والنهي ولا الإهانة والتحقير ولا التملق والتزلّف، بل جاء بلسان العظة والنصح مراعاة منه لشخصية أبنـه وعزة نفسه. فليتعلم الآباء والأمهات من هذا الدرس القرآني العظيم كيف يطبقون منهجهم التربوي على أبنائهم بشكل يترك في أعماقهم بالغ الأثر ويحفظ لهم شخصيتهم ويضمن لهم سعادتهم في الحياة .







وائل الوائلي
منذ 16 ساعة
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN