استشهاد السيد محمد باقر الصدر: نهاية جسد وبداية فكر

استشهاد السيد محمد باقر الصدر: نهاية جسد وبداية فكر في يوم 9 نيسان/أبريل 1980، أقدم نظام حزب البعث بقيادة صدام حسين على إعدام المرجع الديني والمفكر الإسلامي العراقي السيد محمد باقر الصدر، بعد اعتقاله وتعذيبه بسبب مواقفه المعارضة للنظام ودعمه العلني للثورة الإسلامية في إيران. وقد رافقته في الاستشهاد شقيقته العلوية آمنة الصدر المعروفة بـ"بنت الهدى"، وهي شخصية بارزة في مجال الدفاع عن حقوق المرأة في المجتمع الإسلامي. وُلد السيد محمد باقر الصدر في الكاظمية عام 1935، وانتقل مبكرًا إلى النجف الأشرف حيث برز كأحد ألمع العلماء والمفكرين في الحوزة العلمية. وقد ساهم في تجديد الخطاب الديني عبر أعماله الفكرية، ومن أبرزها: فلسفتنا (1959)، الذي قدم فيه نقدًا للفكر المادي الماركسي والرأسمالي من منظور إسلامي. اقتصادنا (1961)، الذي طرح فيه الأسس الاقتصادية للإسلام كنظام بديل للنظم الوضعية. البنك اللاربوي في الإسلام (1979)، الذي ناقش فيه إمكانية إنشاء نظام مصرفي متكامل دون الحاجة إلى الفوائد الربوية. اتسمت شخصية الصدر بالجمع بين الفقه... اقرأ المزيد

التصحر في جنوب العراق

يعد التصحر عملية طبيعية تحول الأراضي الخصبة إلى أراضٍ قاحلة، ويعتبر من أكبر التحديات البيئية التي يواجهها العالم اليوم، خصوصًا في المناطق ذات المناخ الجاف وشبه الجاف. في جنوب العراق، حيث تتميز أراضي الأهوار والسهول بتنوعها البيولوجي والزراعي، أصبحت ظاهرة التصحر تهديدًا ملحوظًا للأمن الغذائي والموارد الطبيعية. العوامل المسببة للتصحر في جنوب العراق تتعدد الأسباب التي تقف وراء ظاهرة التصحر في هذه المنطقة، ومن أبرزها: 1. تغير المناخ: يؤثر تغير المناخ بشكل واضح على كميات الأمطار ودرجات الحرارة، مما يسهم في جفاف الأراضي. لقد شهدت المنطقة في السنوات الأخيرة انخفاضًا ملحوظًا في معدلات الأمطار وزيادة في درجات الحرارة. 2. إدارة غير فعّالة للمياه: تواجه المنطقة مشكلات في إدارة الموارد المائية، حيث شهد نهر دجلة والفرات، المصدران الرئيسيان للمياه، انخفاضًا في تدفقهما نتيجة لبناء السدود والمشاريع المائية في الدول المجاورة. 3. التوسع العمراني والزراعي: أدى ازدياد عدد السكان إلى ضغط إضافي على الأراضي الزراعية، مما تسبب في... اقرأ المزيد

مدينة الغراف والزراعة: قصة حياة تتدفق من نهر التاريخ

تُعد مدينة الغراف، الواقعة في محافظة ذي قار جنوب العراق، واحدة من المناطق التي تجتمع فيها ملامح الحياة الاجتماعية والزراعية، حيث يشكل نهر الغراف مصدرًا أساسيًا للحياة فيها. كان لهذا النهر دور جوهري في رسم ملامح المدينة، إذ استند السكان منذ الأزل إلى الزراعة كمورد أساسي للعيش. الزراعة في الغراف: جذور ممتدة عبر الزمن تمتد جذور الزراعة في الغراف إلى عمق التاريخ، حيث اعتمد السكان على مياه نهر الغراف لري الحقول الخصبة المنتشرة على ضفتيه. وتتنوع المحاصيل الزراعية في المدينة، لتشمل القمح، والشعير، والرز، والتمور، إضافة إلى الخضروات مثل الطماطم، والباذنجان، والبصل، التي تسهم في تأمين مصدر دخل مستدام للسكان المحليين. الأثر الاجتماعي للزراعة لا تقتصر الزراعة في الغراف على كونها نشاطًا اقتصاديًا، بل تتجاوز ذلك لتصبح جزءًا من النسيج الاجتماعي والثقافي للمدينة. حيث يرتبط معظم الأهالي بهذا القطاع بشكل مباشر أو غير مباشر، مما يعزز الروابط الاجتماعية وروح التعاون بينهم. كما أن العمل في الزراعة يسهم في ترسيخ التقاليد والقيم... اقرأ المزيد