أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-10-2016
1838
التاريخ: 25-4-2021
3150
التاريخ: 4-2-2020
1739
التاريخ: 20-3-2020
1550
|
لما كانت طرق الباطل كثيرة و طريق الحق واحدة ، فالأبواب المفتوحة للشيطان إلى القلب كثيرة ، و باب الملائكة واحدة ، و لذا روي أن النبي ( صلى اللّه عليه و آله و سلم ) خط يوما لأصحابه خطا و قال! «هذا سبيل اللّه» ، ثم خط خطوطا عن يمينه و شماله فقال : «هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه» ، ثم تلا قوله سبحانه : {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام : 153].
ثم لسهولة ميل النفس إلى الباطل و عسر انقيادها للحق تكون الطرق المؤدية إلى الباطل التي هي أبواب الشيطان جلية ظاهرة ، فكانت أبواب الشيطان مفتوحة أبدا ، و الطرق المؤدية إلى الحق التي هي باب الملائكة خفية.
فكان باب الملائكة مسدودا دائما ، فما أصعب بالمسكين ابن آدم أن يسد هذه الأبواب الكثيرة الظاهرة المفتوحة و يفتح بابا واحدا خفيا مسدودا ، على أن اللعين ربما يلبس بين طريق الحق و الباطل و يعرض الشر في موضع الخير، بحيث يظن أنه لمة الملك و إلهامه ، لا وسوسة الشيطان و إغواؤه ، فيهلك و يضل من حيث لا يعلم ، كما يلقى في قلب العالم أن الناس لكثرة غفلتهم أشرفوا على الهلاك ، و هم من الجهل موتى ، و من الغفلة هلكى ، أما لك رحمة على عباد اللّه؟ , أما تريد الثواب و السعادة في العقبى؟ فما بك لا تنبههم عن رقدة الغفلات بوعظك ولا تنقذهم من الهلاك الأبدي بنصحك؟ , و قد من اللّه عليك بقلب بصير وعلم كثير و لسان ذلق ولهجة مقبولة! فكيف تخفى نعم اللّه تعالى و لا تظهرها؟ فلا يزال يوسوسه بأمثال ذلك و يثبتها في لوح نفسه ، إلى أن يسخره بلطائف الحيل و يشتغل بالوعظ ، فيدعوه إلى التزين و التصنع و التحسن بتحسين اللفظ ، و السرور بتملق الجماعة ، و الفرح بمدحهم إياه ، و الانبساط بتواضعهم لديه ، و انكسارهم بين يديه ، لا يزال في أثناء الوعظ يقرر في قلبه شوائب الرياء و قبول العامة ، و لذة الجاه و حب الرياسة ، و التعزز بالعلم و الفصاحة ، و النظر إلى الخلق بعين الحقارة ، فيهدى الناس و يضل نفسه و يعمر يومه و يخرب أمسه ، و يخالف اللّه و يظن أنه في طاعته ، و يعصيه و يحسب انه في عبادته ، فيدخل في جملة من قال اللّه فيهم : {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف : 103، 104] , و يكون ممن قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم) فيهم : «إن اللّه ليؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم ، و «إن اللّه ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر».
فلا نجاة من مصائد الشيطان ومكائده إلا ببصيرة باطنة نورانية و قوة قدسية ربانية ، كما لا نجاة للمسافر الحيران في بادية كثيرة الطرق غامضة المسلك في ليلة مظلمة إلا بعين بصيرة صحيحة و طلوع شمس مشرقة نيرة .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|