أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-1-2023
1358
التاريخ: 2024-11-26
133
التاريخ: 29-8-2016
1404
التاريخ: 31-8-2016
1603
|
المُسَلسلِ(1)
وهو ما تتابع فيه رجال الإسناد على صفة(2)، كالتشبيك بالأصابع(3)، أو حالة(4)، كالقيام في الراوي للحديث(5)؛ سواء كانت تلك الصفة أو الحالة:
قولاً:
كقوله: سمعت فلاناً يقول: سمعت فلاناً يقول ، إلى المنتهى ، أي منتهى الإسناد ، أو أخبرنا فلان والله ، قال: أخبرنا فلان والله ، إلى آخر
الإسناد(6) ، وكالمسلسل: بقراءة سورة الصف.
أو فعلاً:
كحديث التشبيك باليد(7) ، والقيام حالة الرواية(8) ، والاتكاء حالتُه ،
والعدّ باليد في حديث تعليم الصّلاة على آل النبيّ(صلَّى الله عليه وآله)(9).
أو بهما ؛ أي بالقول والفعل:
1 ـ كالمسلسل بالمصافحة؛ فإنَّه تضمَّن الوصف بالقول ، في قول كلّ واحد: صافحني بالكفّ التي صافحت بها فلاناً . وقوله: فما مسست خزَّاً ولا حريراً ألين من كفِّه.
والفعل؛ وهو: نفس المصافحة، من كلِّ واحد من رجال الإسناد.
2 ـ والمُسلسل بالتَّلقيم ؛ فإنَّه تضمَّن الوصف بالقول ، كقول كلّ واحدٍ: لقمني فلان بيده لقمةً لقمةً . والفعل ؛ وهو: التلقيم.
3 ـ ومثله: المسلسل ، بقرِّب إليَّ جُبناً وجَوزاً.
4 ـ والمسلسل ، بأطعَمَني وسقاني.
5 ـ والمسلسل، بالضيافة على الأسودين؛ التمر والماء.
أو حالة في الرواية:
كالحدث المسلسل باتّفاق أسماء الرّواة؛ كالمسلسل بالمحمّدين(10)، والأحمدين.
وأسماء آبائهم، أو كُناهم(11)، أو أنسابهم، أو بلدانهم(12).
وتسلسل هذه المذكورات ، وقع في جميع الإسناد.
وقد يقع التسلسل في معظم الإسناد دون جميعه ، كالمسلسل بالأوَّلية ؛ وهو: أوّل ما يسمعه كلّ واحد منهم من شيخه من الأحاديث ، فإنَّ تسلسله بهذا الوصف ، ينتهي إلى سفيان بن عيينة(13) ، فقط ، وانقطع: في سماعه من عمرو(14) ، وفي سماعه عن أبي قابوس(15) ، وفي سماعه من عبد الله ، وفي سماعه عن النبيّ(صلَّى الله عليه وآله).
ومَن رواه، مسلسلاً إلى منتهاه، فقد وهم.
وهذا الوصف ، وهو التسلسل ، ليس له مدخل في قبول الحديث وعدمه ، وإنَّما هو فنٌّ من فنون الرواية ، وضروب المحافظة عليها ، والاهتمام بها.
وفضيلته: اشتماله على مزيد الضبط(16)، والحرص على أداء الحديث بالحالة التي اتّفق بها من النبيّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم).
وأفضله: ما دلَّ على اتّصال السماع(17)؛ لأنَّه أعلى مراتب الرواية على ما سيجيء.
وقلّما تسلم المسلسلات عن ضعف في الوصف بالتسلسل، فقد طُعن في وصف كثير منها ، لا في أصل المتن.
ومن الحديث المسلسل ما ينقطع تسلسله في وسط إسناده، كالمسلسل بالأوَّليَّة ، على الصحيح عند الناقدين ، وإنْ كان المشهور بينهم خلافه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الذي في النسخة الخطِّـيَّة المعتمدة (ورقة 25 ، لوحة ب ، سطر 8): (ثالث عشرها: المسلسل) فقط ، بدون: (الحقل الثالث عشر: في المسلسل).
(2) ينظر: الخلاصة في أصول الحديث ، ص54.
(3) قال الحاكم النيسابوري: (... شبَّك بيدي أحمد بن الحسين المُقرئ وقالَ: شبَّك بيدي أبو عمر عبد العزيز بن عمر بن الحسن بن بكر الشّرود الصنعاني وقال: شبَّك بيدي أبي وقال: ...) . ينظر: معرفة علوم الحديث ، ص33 ـ 34 ، وتدريب الراوي ، ص380.
(4) ينظر: الخلاصة في أصول الحديث ، ص54.
(5) قال النيسابوري: (... منه: ما حدَّثناه أبو بكر محمد بن داوود بن سليمان الزاهد ، حدَّثنا أبو عبد الله محمد بن المؤمَّل الضرير ، حدَّثني إبراهيم بن راشد الآدمي ، حدَّثني محمد بن يحيى الواسطي خادم أبي منصور الشنابزي قال: قال لي أبو منصور: قم فصبّ عليَّ حتى أريك وضوء منصور ، فإنَّ منصوراً قال لي: قم فُصبّ عليَّ حتى أريك وضوء إبراهيم ، ... ) . ينظر: معرفة علوم الحديث، ص30.
(6) ينظر: الخلاصة في أصول الحديث ، ص54.
(7) ينظر: معرفة علوم الحديث، ص33 ـ 34 ، كما مرَّ سابقاً.
(8) ينظر: المصدر نفسه، ص30، كما مرَّ سابقاً.
(9) قال النيسابوري: (من المسلسل ما عدَّهُنَّ في يدي أبو بكر بن أبي دارم الحافظ بالكوفة ، وقال لي: عدَّهُنَّ في يدي علي بن أحمد بن الحسين العجلي ، وقال لي: عدَّهُنَّ في يدي حرب بن الحسن الطحّان ، وقال لي: عدَّهُنَّ في يدي يحيى بن المساور الحنَّاط ، وقال لي: عدَّهُنَّ في يدي عمرو بن خالد ، وقال لي: عدَّهُنَّ في يدي زيد بن علي بن الحسين ، وقال لي: عدَّهُنَّ في يدي عليّ بن الحسين ، وقال لي: عدَّهُنَّ في يدي أبي الحسين بن علي ، وقال لي: عدَّهُنَّ في يدي علي بن أبي طالب ، وقال لي: عدَّهُنَّ في يدي رسول الله(صلَّى الله عليه وسلَّم) ، وقال رسول الله(صلَّى الله عليه وسلَّم): عدَّهُنَّ في يدي جبريل ، وقال جبريل: هكذا نزلتُ بهنَّ من عند ربِّ العزّة: (اللهمَّ صلّي على محمد وعلى آل محمّد ، كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، إنّك حميدٌ مجيد ،...) . ينظر: معرفة علوم الحديث ، 32 ـ 33 ، وينظر: تدريب الراوي ، ص: 380.
(10) من باب التغليب ؛ كقوله: عن محمّد ، عن محمّد ، عن محمّد ، عن محمّد ، إلخ . خطِّـيَّة الدكتور محفوظ، ص29.
(11) قال الصدوق في كتاب الخصال(1/ 29): حدَّثنا أبو الحسن عليّ بن عبد الله بن أحمد الأسواريّ قال: حدَّثنا أبو يوسف أحمد بن محمد بن قيس السِّجزي المذكِّر قال: حدَّثني أبو محمد عبد العزيز بن علي السرخسيّ بمرو الروز قال: حدَّثني أبو بكر أحمد بن عمران البغداديّ ، قال: حدَّثنا أبو الحسن ؛ قال: حدَّثنا أبو الحسن ؛ قال: حدَّثنا أبو الحسن ؛ قال: حدَّثنا الحسن ، عن الحسن ، عن الحسن: (أنَّ أحسن الحسن الخلُق الحسن).
فأمَّا أبو الحسن الأوَّل ، فمحمّد بن عبد الرحمن التستريّ ، وأمَّا أبو الحسن الثاني ، فعليّ بن أحمد البصريّ التمَّار ، وأمَّا أبو الحسن الثالث ، فعليّ بن محمّد الواقديّ.
وأمَّا الحسن الأوّل ، فالحسن بن عرفة العبديّ ، وأمَّا الحسن الثاني ، فالحسن بن أبي الحسن البصري ، وأمَّا الحسن الثالث ، فالحسن بن عليّ بن أبي طالب(عليهما السلام).
(12) قال مسلم في صحيحه(4/ 1994): (حدَّثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن بهرام الدارميّ ، حدَّثنا مروان (يعني ابن محمد الدمشقي) ، حدَّثنا سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد ، عن أبي إدريس الخولاني ، عن أبي ذرّ ، عن النبي(صلَّى الله عليه وسلَّم) فيما روى عن الله تبارك وتعالى ، أنَّه قال: (يا عبادي ، إنِّي حرَّمت الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرَّماً ؛ فلا تَظالموا . يا عبادي ، كلُّكم ضالٌّ إلاّ مَن هديته ؛ فاستهدوني أهدكم . يا عبادي ، كلُّكم جائع إلاّ مَن أطعمته ؛ فاستطعموني أطعمكم . يا عبادي ، كلُّكم عارٍ إلاّ مَن كسوته ؛ فاستكسوني أكسكم . يا عبادي ، إنَّكم تخطئون بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعاً ، فاستغفروني أغفر لكم . يا عبادي ، إنَّكم لن تبلغوا ضرّي فتضرُّوني ، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني . يا عبادي ، لو أنَّ أوَّلكم و آخركم ، وإنسكم وجنِّكم ، كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ، ما زاد ذلك في ملكي شيئاً . يا عبادي ، لو أنَّ أوَّلكم وأخركم ، وإنسكم وجنِّكم ، كانوا على أفجر قلب رجل واحد ، ما نقص ذلك من ملكي شيئاً . يا عبادي ، لو أنَّ أوَّلكم وأخركم ، وإنسكم وجنِّكم ، قاموا صعيداً واحداً فسألوني ، فأعطيت كلّ إنسان مسألته ، ما نقص ذلك ممَّا عندي إلاّ كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر . يا عبادي ، إنَّما هي أعمالكم أحصيها لكم ، ثم أوفِّيكم إيَّاها ، فمَن وجد خيراً فليحمد الله ، ومَن وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلاّ نفسه).
قال سعيد: كان أبو إدريس الخولانيّ ، إذا حدَّث بهذا الحديث ، جثا على ركبتيه.
قال أبو زكريا النواويّ: (... فحديث أبي ذرّ: (... يا عبادي كلّكم...) ، وقع لي مسلسلاً بالبلد ، كلّهم دمشقيُّون، وأنا دمشقيّ ؛ وهذا نادر في هذه الأزمان ...) . ينظر: مقدّمة ابن الصلاح، ص401 (الهامش).
(13) محدِّث الحرم المكي ، 107 ـ 198هـ ، ... . ينظر: الأعلام للزركلي: 3/ 159.
(14) ابن دينار الجمحيّ بالولاء ، 46 ـ 126هـ ، ... . ينظر: الأعلام: 5/ 245.
(15) وقد علّق المددي هنا بقوله: (رواه السيوطيّ في بغية الوعاة (2/ 396): حدَّثنا شيخنا الإمام ، نحويّ العصر ، تقيّ الدين أحمد بن محمّد الشمّنيّ من لفظه (وهو أوّل حديث سمعته منه) ، حدَّثنا الشيخ الفقيه النحويّ ، ناصر الدين سليمان بن عبد الناصر الأبشيطي (وهو أوّل حديث سمعته منه) ، ... . [إلى أن يقول:] حدَّثنا سفيان بن عيينة (وهو أوّل حديث سمعته منه) ، عن عمرو بن دينار ، عن أبي قابوس ـ مولى عبد الله بن عمرو بن العاص ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، أنَّ رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) قال: (الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى ، ارحموا مَن في الأرض يرحمكم مَن في السماء ، ...) . ثم عقّب عليه السيوطيّ بقوله: (حديث صحيح ، مسلسل بالأوّلية).
(16) ينظر: الخلاصة في أصول الحديث ، ص56.
(17) ينظر: المصدر نفسه.
|
|
دور في الحماية من السرطان.. يجب تناول لبن الزبادي يوميا
|
|
|
|
|
العلماء الروس يطورون مسيرة لمراقبة حرائق الغابات
|
|
|
|
|
اختتام فعّاليات اليوم الأوّل من مؤتمر العميد العلمي العالميّ السابع
|
|
|