أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-13
745
التاريخ: 14-2-2017
1762
التاريخ: 20-5-2021
1799
التاريخ: 2023-06-05
990
|
كمال الدين بن يونس
هو كمال الدين أبو عمران بن موسى بن يونس محمد بن منعة بن مالك العقيلي، ويعرف باسم كمال الدين بن يونس، واحيانا يسمى ابن يونس الموصلي، ولد في مدينة الموصل سنة 551هـ وتوفي هناك سنة 639هـ ترعرع في بيت علم، درس علوم الفقه على يد والده حتى اتقنها وصار علامة فيها. زار بغداد وبقي فيها مدة من الزمن، لتلقي العلم على كبار علماء العلوم التجريبية بدار السلام، وعندما تفنن في علم الفلك والعلوم الرياضية عاد الى مسقط راسه مدينة الموصل.
انشأ كمال الدين بن يونس المدرسة الكمالية في الموصل، وصار يدرس فيها العلوم الشرعية واللغوية والعلوم التجريبية، حتى رحل الى جوار ربه. والجدير بالذكر ان المدرسة الكمالية احتفظت باسمها بعد وفاته.
يقول موفق الدين بن ابي اصيبعة في كتابه (عيون الانباء في طبقات الأطباء) (أبو عمران كمال الدين بن يونس علامة زمانه واوحد اوانه، وقدوة العلماء، وسيد الحكماء، وقد اتقن الحكمة وتميز في سائر العلوم، وكان عظيما في العلوم الشرعية والفقه، وكان مدرسا في المدرسة الكمالية بالموصل).
درس كمال الدين بن يونس علم الكيمياء عن كثب، لارتباطها بعلم الطب، لذا الف كتابا يجمع فيه بين الكيمياء والطب سماه (كتاب لغز في الحكمة)، نال هذا الكتاب استحسان معاصريه.
تفنن كمال الدين بن يونس في علم الفلك، فشرح كتاب (المجسطي) لبطليموس شرحا وافيا شافيا، والف كتابه (كتاب الاسرار السلطانية في النجوم)، فذاع صيته في المعمورة وصار طلاب العلم يأتون من كل فج للتتلمذ عليه، حيث كان رحمه الله حجة في هذا الميدان.
قام كمال الدين بن يونس برصد الكواكب والاجرام السماوية في الموصل، مما دعاه الى تأليف كتاب عن الاسطرلاب، لكي يستخدمه في ارصاده هناك.
وعمل كمال الدين بن يونس آلة سماها (البركار التام) لرسم أنواع المخروطات الهندسية التي كان يعتمد عليها في علم الفلك، وقد استفاد علماء العرب والمسلمين من هذه الآلة فائدة عظيمة عبر التاريخ.
اهتم كمال الدين بن يونس بهندسة اقليدس لصلتها الوثيقة بالعلوم التجريبية وخاصة علم الفلك، الف كتابا في الهندسة يحتوي على المخروطات والمتوسطات وحل المسالة التي تتعلق بإنشاء مربع يكافئ قطعة من دائرة.
كان يدرس طلابه كلا من علم الحساب وعلم الجبر والمقابلة في المدرسة الكمالية بالموصل، حيث كان يرى ان العلوم الرياضية ضرورية لدراسة العلوم التجريبية والفلسفة، بل كان يعتقد ان العلوم الرياضية العمود الفقري لجميع العلوم.
لابي عمران كمال الدين بن يونس صولة وجولة في الادب، كان شاعرا، ومن شعره:
ما كنت ممن يطيع غذالي ولا جرى هجره على بالي
حلت كما حلت غادرا، وكما ارخصت أرخصت قدرك الغالي
ومن مؤلفاته: كشف المشكلات وايضاح المعضلات في تفسير القرآن، وشرح كتاب التنبيه في الفقه (من مجلدين)، وكتاب مفردات الفاظ القانون، وكتاب عيون المنطق، ورسالة في المخروطات، ورسالة في المربعات السحرية.
وخلاصة القول: ان كمال الدين بن يونس من علماء العرب والمسلمين والزاهدين بالدنيا وحطامها فكان اهتمامه بالعلم وطلابه، فلم تغره مظاهر الحياة الزائفة، بل كان منصرفا الى الجوهر، وذلك الكشف عن الحقيقة العلمية والوقوف عليها،
اشتهر كما الدين بن يونس بأخلاقه وعلمه فكان رحمه الله متفرغا للتدريس والبحث العلمي والاجابة على الأسئلة التي ترد اليه من بغداد ومن جميع بلاد العالم، كان يرى ان (العلم يزكو بالإنفاق).
كان من المغرمين في قراءة قصص الوقائع التاريخية، لنقلها لطلابه، كي يرفه عنهم خلال المحاضرة، لذا دائما دروسه مزدحمة بالطلاب.
لقد تعددت مواهب كمال الدين بين يونس فدرس العلم للعلم، فوجد في البحث والاستقصاء لذة، فذهب يبحث عنها في ميدان علم الفلك، فقطع شوطا بعيدا، مما جعل له آثارا لامعة وخالدة في هذا المجال الحيوي.
يقول أبو العباس احمد بن خلكان في كتابه (وفيات الاعيان وانباء أبناء الزمان) كان يدرى في الحكمة والمنطق الطبيعي والالهي، وكذلك الطب، ويعرف فنون الرياضة من اقليدس، والهيئة، والمخروطات والمتوسطات، والمجسطي، وأنواع الحساب والجبر والمقابلة والموسيقى، والمساحة معرفة لا يشاركه فيها غيره الا في ظواهر هذه العلوم دون دقائقها والوقوف على حقائقها.
نعم لم يترك سبيله الحسدة والمقصرون والحاقدون، بل لفقوا له تهما بعيدة كل البعد عن الصواب، وصاروا يتحينون الفرصة لإيقاعه عند ولاة الامر آنذاك، ومن المؤسف حقا ان هذا الطريق مر به نوابغ علماء العالم اجمع، فلم ينفرد فيه عالمنا الجليل كمال الدين ين يونس.
|
|
دور في الحماية من السرطان.. يجب تناول لبن الزبادي يوميا
|
|
|
|
|
العلماء الروس يطورون مسيرة لمراقبة حرائق الغابات
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|