المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24
نماذج التبدل المناخي Climatic Change Models
2024-11-24



لا يظلم أحداً فيقع الظلم عليه وعلى أهله  
  
320   02:03 صباحاً   التاريخ: 2024-10-19
المؤلف : الشيخ توفيق حسن علوية
الكتاب أو المصدر : مائة نصيحة للزوج السعيد
الجزء والصفحة : ص291ــ293
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

الزوج السعيد هو الذي لا يظلم غيره ولا يدل غيره على الظلم لأنّ هذا الظلم سيرتد عليه يوماً، فإذا زنا بزوجات آخرين ربما يزني غيره بزوجته، وإذا ظلم الآخرين فربما يقع الظلم على زوجته وعياله.

ومما يدل على ذلك قوله تعالى: {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} [فاطر: 43].

ونحن هنا نذكر قصتان:

1- يقال: إنه جاء رجل إلى آخر وقال له: إني ضربت زوجتي، فماتت من أثر الصدمة، بدون اختيار مني فماذا أفعل لأبرأ عند الناس وعند أهلها هذه المشكلة؟ قال له ذلك الرجل: إنَّ الأمر سهل، قف على باب دارك فإذا رأيت شاباً جميل المنظر، ادعه إلى دارك بحجة، ثم اقتل الشاب فجأة وضع الشاب ملاصقاً لزوجتك ثم اذهب إلى أهل الزوجة وائت بهم وقل لهم: إني دخلت الدار وإذا بي أرى زوجتي والشاب في حالة ممارسة الجنس ولذا قتلتهما، ويكون ذلك عذراً مقبولاً عند أهلها وعند الناس.

عمل الرجل بنصيحة الشخص المذكور، وبعد أن قتل الشاب الذي دعاه إلى داره ذهب وأخبر أهل الزوجة فجاءوا وأعذروه في قتله لهما، وازدحم الناس كل يأتي ويذهب إلى دار الرجل، ليسألوه عن القصد.

وفي ذلك اليوم فقد الشخص الناصح ولده وأخذ يفحص عنه هنا وهناك بلا جدوى، إذ لم يظفر له بعين ولا أثر، فجاء إلى هذا الرجل، وقال: هل رأيت ولدي؟

قال الرجل: لا.

قال الناصح: وهل عملت بما قلت لك في أمر زوجتك؟

قال الرجل: نعم.

قال الشخص: أخاف أن يكون ذلك الشاب الذي قتلته هو ولدي.

قال الرجل: لا أعلم.

قال الشخص: دعني آتي إلى المقتول لأراه.

فأذن الرجل للناصح، فإذا به يرى أن الشاب المقتول هو ولده بالذات فأخذ في البكاء والنحيب قائلاً: إن المقتول هو ولدي الوحيد، كان كل أملي من الدنيا.

وهكذا أخذ الظالم جزاءه.

وانتشر الخبر بين الناس، وأن الرجل قتل زوجته واحتال بقتل شاب تخلصاً من الجريمة، حتى وصل الأمر إلى السلطة فأحضروه، وأخيراً اعترف بالأمر، وأنه هو الذي قتل الزوجة وقتل الشاب، فأمرت السلطة بقتله، ولقي جزاءه في الدنيا مع الفضيحة والعار. فإذا رأى الإنسان شخصاً أو جماعة أو سلطة تظلم ولا تلاقي جزاءها، فليعلم أنه سبحانه وتعالى {إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ} [إبراهيم: 42] وذلك لمصلحة وحكمة... وفي الغالب يلاقي الظالم جزاءه في الدنيا ويفتضح قبل الآخرة أيضاً....

وإن أمهل الله الظالم فربما ولعل ...

ومن هذه القصة درس آخر، وهو أن الإنسان يجب عليه أن لا يشير على الناس بالظلم، فإن المشير حينئذ يكون أحد الظالمين أيضاً، فيأخذه وبال إشارته.

ومن أشار على أمر بغير هدى         يأتيه ما قال كفلاً غير منتقض(1).

2ـ ذكر أحد الخطباء أن شاباً كان يعد فتاة بالزواج وكانت تنتظر وعده - مع كثرة ما يتقدم إليها - وذات يوم قالت له: احسم أمر الزواج، فقال لها: غداً تذهبين إلى الأوتيل المعين هناك تجدين أمي وتتكلمين معها، وكان الشاب قد اتفق مع أصدقاءه على أن يكونوا في ذلك المكان ليعتدوا عليها، وفي الوقت المعين مرض شقيق الفتاة فاتصلت ـ عبر الهاتف ـ بأخت الشاب، وقالت لها: اذهبي إلى الأوتيل وقدمي اعتذاراً لأمك عني لأن أخي مريض، فذهبت اخت الشاب إلى المكان المذكور ودخلت الغرفة وهي لا تعلم بمكيدة أخيها، وإذا بالشباب يعتدون عليها، وبعد قليل جاء الشاب الذي دبر الحيلة وإذا به يفاجأ بأن الفتاة أخته، فما كان منه إلا أن قتل نفسه، وهكذا كان جزاء المكر {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} [فاطر: 43].

________________________________

(1) قصص وعبر ص280ــ282. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.