الفعل الذي يتعدى إلى مفعولين

ولك أن تقتصر على أحدهما وذلك قولك: "أعطى عبد الله زيدًا درهمًا(1)، وكسا عبد الله زيدًا جبةً، واختار عبد الله الرجالَ زيدًا" فإن أخبرت عن الفاعل "بالذي" فعلت به ما فعلت به(2) فيما تقدم, قلت(3): "الذي أعطى زيدًا درهمًا عبد الله" فالذي مبتدأ و"أعطى زيدًا درهمًا" صلة "الذي" وعبد الله الخبر، وإن ثنيت قلت: اللذان أعطيا زيدًا درهمًا عبد الله، وإن جمعت قلت: "الذين أعطوا زيدًا درهمًا عبد الله" وكذلك تقول: "الذي كسا زيدًا جبة عبد الله" فانتزعت(4) عبد الله من الكلام وجعلت موضعه ضميرًا يرجع إلى "الذي" والذي هو عبد الله كما عرفتك، فإن قلت ذلك بالألف واللام قلت: المعطي زيدًا درهمًا عبد الله، فإن ثنيت قلت: المعطيان زيدًا درهمًا عبد الله, أضمرت في "معطيان"(5)ما يرجع إلى الألف واللام، وإذا جمعت قلت: المعطون.  وإن أخبرت عن المفعول الأول قلت: الذي أعطى عبد الله درهمًا زيد(6) تريد الذي أعطاه، ولكنك حذفت الهاء وإن شئت أظهرت الضمير ولم تحذف(7) لما عرفتك، ويجوز إثباتها، فإن ثنيت قلت: اللذان أعطى عبد الله درهمًا الزيدان، وكذلك إن جمعت قلت: "الذين أعطى عبد الله درهمًا الزيدون" وإن شئت أظهرت الضمير ولم تحذف, فإن قلت ذلك بالألف واللام قلت: "المعطية عبد الله درهمًا زيد" وإن ثنيت قلت: المعطيهما عبد الله درهمًا الزيدان، وإن جمعت قلت: "المعطيهم عبد الله درهمًا الزيدون"، فإن أخبرت عن الدرهم "بالذي" قلت: "الذي أعطى عبد الله زيدًا درهمٌ" تريد: الذي أعطاه عبد الله زيدًا درهم، فحذفت الهاء ويجوز إثباتها، ولك أن تقول: "الذي أعطى عبد الله زيدًا إياه درهم" وهو القياس؛ لأنك جعلت ضمير الدرهم في موضعه، ألا ترى أنك لو جعلت في هذه المسألة موضع الدرهم عمرًا، لم يحسن أن تجعل الضمير إلا في (8) موضع المفعول الثاني لأنه ملبس، وليس كالدرهم الذي لا يكون إلا مأخوذًا ولا يكون آخذًا، ومن قال في شيء من هذه المسائل "إياه" لم يجز حذفه لأنه كالظاهر، وليس بمنزلة الضمير المتصل بالفعل؛ لأنهم قد يحذفون من الفعل فكان ما اتصل به أولى أن يحذف إذا أمن الالتباس، فإن ثنيت قلت: اللذان أعطى عبد الله زيدًا درهمان، [وإن شئت قلت: أعطاهما(9)،  وإن جمعت قلت: اللواتي أعطى عبد الله زيدًا دراهم، وإن شئت قلت "التي"(10) فإن قلت ذلك بالألف واللام قلت: "المعطيه عبد الله زيدًا درهم" وإن شئت قلت: "المعطي عبد الله زيدًا إياه درهم" وهو القياس كما خبرتك.

قال المازني: في(11) الإخبار عن الدرهم: المعطيه عبد الله زيدًا درهم، فجعلت الدرهم معلقًا بالمعطي، لأنك إذا قدرت على الهاء لم تجئ بإياه، ألا ترى أنك تقول: ضربته(12) ولا تقول: ضربت إياه، قال: وإن شئت قلت: "المعطي عبد الله زيدًا إياه درهم" فجعلت ضمير الدرهم في موضعه, إذ كان مظهرًا فهذا مذهب حسن.

قال أبو بكر: وهذا الذي قال المازني: إنه مذهب هو عندي الأجود.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- انظر الكتاب 1/ 16، والمقتضب 3/ 96.
2- "به" ساقط من "ب".
3- في "ب" فقلت.
4- الفاء ساقطة في "ب".

5- في "ب" المعطيان.
6- ما بين القوسين ساقط من "ب".
7- ما بين القوسين ساقط من "ب".
8- زيادة من "ب".
9-ما بين القوسين ساقط من "ب".

10- زيادة من "ب".
11- في الأصل "وليس" والتصحيح من "ب".
12- في الأصل "ضربته إياه" والتصحيح من "ب".