محاور الحركة الإصلاحية العامّة للإمام الباقر ( عليه السّلام ): الاصلاح الاقتصادي |
1255
03:02 مساءً
التاريخ: 14/11/2022
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-8-2016
2829
التاريخ: 14-10-2015
3281
التاريخ: 22-8-2016
3704
التاريخ: 11-8-2016
2865
|
لم يكن الإمام ( عليه السّلام ) على رأس سلطة حتى يستطيع اصلاح الأوضاع الاقتصادية اصلاحا عمليا وجذريّا ، ولذا اقتصر ( عليه السّلام ) على نشر المفاهيم الاسلامية المرتبطة بالحياة الاقتصادية السليمة متمثّلة في النظام الاقتصادي الاسلامي ، والتي تعصم مراعاتها الانسان والمجتمع من الانحراف الاقتصادي التي من أسبابها : الانسياق وراء اشباع الشهوات اشباعا مخلا بالتوازن الاقتصادي ، فحدّد الإمام ( عليه السّلام ) الأهداف المتوخاة من التصرّف بالأموال ، إذ جعل اللّه المال وسيلة لتحقيق الهدف الذي خلق الانسان من أجله ، وهو الوصول إلى عبادة اللّه تعالى ، وتطبيق منهجه في الحياة ، قال ( عليه السّلام ) : « نعم العون الدنيا على طلب الآخرة »[1].
وأوضح الأهداف المشروعة التي يبتغي طلب المال من أجلها ، فقال ( عليه السّلام ) : « من طلب الرزق في الدنيا استعفافا عن الناس ، وتوسيعا على أهله ، وتعطفا على جاره ؛ لقي اللّه عزّ وجلّ يوم القيامة ووجهه مثل القمر ليلة البدر »[2].
واستعان ( عليه السّلام ) بالأحاديث الشريفة الواردة في ضرورة المشروعية في التصرفات الاقتصادية ، فروى عن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) انّه قال : « العبادة سبعون جزءا أفضلها طلب الحلال »[3].
وأكّد ( عليه السّلام ) على حرمة جملة من التصرفات المالية كالتطفيف في المكيال ، إذ قال ( عليه السّلام ) : « انزل في الكيل : وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ، ولم يجعل الويل لأحد حتى يسميه كافرا . . . »[4].
كما دعا ( عليه السّلام ) إلى استصلاح المال وتنمية الثروة بشكل صحيح بقوله ( عليه السّلام ) : « من المروءة استصلاح المال »[5].
وقدّم اشباع حاجات المسلمين وسد ثغرات حياتهم على أهم العبادات المستحبّة وهو الحج تطوعا ، فقال ( عليه السّلام ) : « لأن أحجّ حجة أحبّ إليّ من أن أعتق رقبة ورقبة - حتى انتهى إلى سبعين - ، ولأن أعول أهل بيت من المسلمين ، أشبع جوعتهم وأكسو عورتهم وأكفّ وجوههم عن الناس أحبّ اليّ من أن أحجّ حجة وحجة - حتى انتهى إلى عشر وعشر وعشر ومثلها حتى انتهى إلى سبعين - »[6] .
ودعا ( عليه السّلام ) إلى الترفّع عن الحرص والطمع حيث روى عن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) أنّه قال : « . . . لن تموت نفس حتّى تستكمل رزقها ، فاتقوا اللّه وأجملوا في الطلب ، ولا يحمل أحدكم استبطاء شيء من الرزق أن يطلبه بغير حلّه ، فإنّه لا يدرك ما عند اللّه إلّا بطاعته »[7].
ووجّه الأنظار إلى الآثار السلبية للحرص فقال : « مثل الحريص على الدنيا ، كمثل دودة القزّ ، كلّما ازدادت على نفسها لفّا ؛ كان أبعد لها من الخروج حتى تموت غمّا »[8].
وأكّد على زوال المال ما دام الانسان مخلوقا للآخرة ومعرّضا للفناء فقال : « ملك ينادي كل يوم : ابن آدم ؛ لد للموت ، واجمع للفناء ، وابن للخراب »[9].
وكان ( عليه السّلام ) يحثّ على القناعة لأنها إحدى مقدمات السعادة الروحية ، وقد تجلّى ذلك في سلوكه وقوله ( عليه السّلام ) : « من قنع بما أوتي قرّت عينه »[10].
ودعا إلى مراعاة القصد والوسطية وتجنّب الافراط والتفريط في الطرف والإنفاق في مختلف الظروف واعتبره من المنجيات ، فقال ( عليه السّلام ) : « امّا المنجيات فخوف اللّه في السر والعلانية ، والقصد في الغنى والفقر »[11].
كما حدّد الإمام ( عليه السّلام ) لكل انسان حقّه ، وحذّر من الاعتداء على أموال الآخرين لأنها تؤدي إلى الخلل الاقتصادي فضلا عمّا لها من تأثيرات سلبية أخرى على المستقبل الأخروي للفرد والمجتمع ، نلاحظ ذلك في قوله ( عليه السّلام ) :
« من أصاب مالا من أربع لم يقبل منه أربع : من أصاب مالا من غلول أو ربا أو خيانة أو سرقة ؛ لم يقبل منه في زكاة ولا صدقة ولا في حجّ ولا في عمرة »[12] .
ومن أجل تحقيق التوازن الاقتصادي ، ورفع المستوى المعاشي لعموم الناس دعا ( عليه السّلام ) إلى الالتزام بالانفاق الواجب ، فقال : « ان اللّه تبارك وتعالى قرن الزكاة بالصلاة . . . فمن أقام الصلاة ، ولم يؤت الزكاة ، فكأنه لم يقم الصلاة »[13].
وروى عن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) قوله : « ملعون كل مال لا يزكّى »[14].
وبيّن الآثار السلبية لمنع الزكاة فقال ( عليه السّلام ) : « وجدنا في كتاب عليّ ( عليه السّلام ) قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) : إذا منعت الزكاة منعت الأرض بركاتها »[15].
وحدّد ( عليه السّلام ) حدود البذل بأنه الإيصال إلى مرتبة إغناء الفقير لإنقاذه من الفقر وآثاره السلبية ، فقال ( عليه السّلام ) : « إذا أعطيته فأغنه »[16].
ولا يتحقق التوازن الاقتصادي ولا التكافل الاجتماعي إلّا باشتراك جميع الناس في ممارسات مكثّفة لرفع المستوى الاقتصادي لجميع الفقراء والمعوزين ، من خلال القيام بالايثار والانفاق التطوعي مضافا إلى أداء الحقّ الشرعي الواجب ، لذا حث ( عليه السّلام ) على الاحسان وأداء اعمال البر والصدقة فقال :
« البرّ والصدقة ينفيان الفقر ويزيدان في العمر ، ويدفعان سبعين ميتة سوء »[17] .
وحث على معونة الاخوان وقضاء حوائجهم فقال ( عليه السّلام ) : « من بخل بمعونة أخيه المسلم والقيام في حاجته ؛ ابتلي بمعونة من يأثم عليه ولا يؤجر »[18] .
وروى عن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) انّه قال : « داووا مرضاكم بالصدقة . . . وحصنوا أموالكم بالزكاة »[19].
وحدّد الإمام ( عليه السّلام ) موارد الانفاق المنسجمة مع الشريعة الإسلامية ، وأثبت انحراف الأسلوب الذي قام به الحكّام حيث قاموا بتوزيع الأموال حسب أهوائهم ورغباتهم دون التقيد بالقيود التي وضعها المنهج الاسلامي .
فقد روى عن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) قوله : « خمسة لعنتهم وكلّ نبيّ مجاب . . .
وذكر منهم : المستأثر بالفيء والمستحل له »[20].
كما حدّد ( عليه السّلام ) موارد اعطاء الصدقات فقال : « ان الصدقة لا تحلّ لمحترف ، ولا لذي مرّة سوي قوي . . . »[21].
وكان ( عليه السّلام ) يقوم بانفاق ما يحصل عليه على الفقراء والمعوزين لتقتدي به الأمة ، وتعرف انحراف الممارسات المالية التي كان يقوم بها الحكام والمخالفة للأسس الإسلامية والقواعد الثابتة للانفاق .
[1] الكافي : 5 / 73 .
[2] المصدر السابق : 5 / 78 .
[3] المصدر السابق .
[4] تفسير نور الثقلين : 5 / 527 .
[5] الخصال : 1 / 10 .
[6] الكافي : 4 / 2 .
[7] المصدر السابق : 2 / 74 .
[8] المصدر السابق : 2 / 134 .
[9] المصدر السابق : 2 / 131 .
[10] سفينة البحار : 2 / 452 .
[11] الخصال : 1 / 84 .
[12] أمالي الصدوق : 359 .
[13] الكافي : 3 / 506 .
[14] وسائل الشيعة : 9 / 29 .
[15] الكافي : 3 / 505 .
[16] المصدر السابق : 3 / 548 .
[17] الخصال : 1 / 48 .
[18] المحاسن : 99 .
[19] وسائل الشيعة : 9 / 29 .
[20] الكافي : 2 / 293 .
[21] وسائل الشيعة : 9 / 231 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مستشفى العتبة العباسية الميداني في سوريا يقدّم خدماته لنحو 1500 نازح لبناني يوميًا
|
|
|