أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-12-2021
2868
التاريخ: 22-03-2015
4805
التاريخ: 22-03-2015
6022
التاريخ: 22-03-2015
2253
|
كان لظهور الإسلام تأثير كبير في اللغة العربية واساليبها والفاظها لتشرب قرائح المسلمين روح القرآن وحفظهم كلامه واعجابهم به. وطبيعي ان الكاتب تتكيف ملكة اللغة فيه على مقتضى محفوظه من اشعارها وأمثالها واساليبها. فلا غرو إذا ظهرت أساليب القرآن والفاظه في لغة المسلمين: شعرا ونثراً، كتابة وخطابة. ويرجع ذلك التغيير الى قسمين: تغيير في الاسلوب، وتغيير في الألفاظ.
اما الاسلوب الانشائي فلا يمكننا تعيين مقدار التغيير الذي اصابه الا بالرجوع الى ما وصلنا من انشاء الجاهلين، والفرق بينه وبين اسلوب القرآن كالفرق بين الثريا والثرى .. أين قول طريفة كاهنة اليمن حين خاف أهل مأرب سيل العرم وعليهم مزيقياء عمرو بن عامر، فإنها قالت لهم: (لا تؤموا مكة حتى أقول وما علمني ما أقول إلا الحكم المحكم رب جميع الامم من عرب وعجم الخ.) من أساليب القرآن؟
وتولد في صدر الإسلام ضرب من الانشاء من ابلغ ما يكون. وأحسن الامثلة عليه مخاطبات الخلفاء والقواد، وكلها من السهل الممتنع .. ككتاب عمر بن الخطاب الى عمرو بن العاص لما بعث به الى فتح مصر، ثم تخوف فكتب إليه: (بسم الله الرحمن الرحيم. من الخليفة عمر بن الخطاب الى عمرو بن العاص عليه سلام الله تعالى وبركاته. اما بعد فان أدركك كتابي هذا وانت لم تدخل مصر فارجع عنها، واما إذا أدركك وقد دخلتها شيئا من أرضها.. فامض واعلم أني ممدك).
وكتب ابن الخطاب الى ابن العاص يستنجده في مجاعة بقوله: (من عبد الله عمر أمير المؤمنين الى العاصي بن العاصي سلام. اما بعد فلعمري يا عمرو ما تبالي إذا شبعت أنت ومن معك ان اهلك انا ومن معي فياغوثاه ثم يا غوثاه) فكتب إليه عمرو: (الى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب من عمرو بن العاص. اما بعد فيالبيك ثم يا لبيك. قد بعثت اليك بعير اولها عندك وآخرها عندي والسلام).
ذلك اسلوبهم فيما يكتبونه او يقولونه من المخابرات السياسية او الخطب الحماسية او العهود او العقود.. حتى إنك إذا قرأت لهم رسالة تبينت اسلوب صدر الإسلام فيها، فيهون عليك التفريق بين الصحيح والموضوع منها.
ونجد امثله من المخابرات السياسية والخطب ونحوها على اسلوب صدر الإسلام في كتب الفتوح والغزوات، كفتوح الشام للواقدي، وفتوح البلدان للبلاذري. ومنها جانب كبير في خطط المقريزي عن فتوح مصر. ونجد معظمها مجموعا في كتاب فتوح الشام للشيخ أبي اسماعيل محمد بن عبد الله الازدي البصري من أهل اواسط القرن الثاني للهجرة طبع في كلكته سنة 1854، وقد شاهدنا فيه ما لم نشاهده في غيره مما وصل الينا من كتب الفتح .. فانه عبارة عن مجموع المخابرات السياسية او الاوامر الرسمية التي جرت بين الخلفاء الراشدين وقوادهم أو ما تكاتب به القواد او ما كتبوه الى كبراء الروم وغيرهم. او ما عقدوه من العهود في أثناء حروبهم في الشام الى فتحها وفتح اجنادها. كأنها الأصول التي أخذت اخبار الفتح عنها.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
دور في الحماية من السرطان.. يجب تناول لبن الزبادي يوميا
|
|
|
|
|
العلماء الروس يطورون مسيرة لمراقبة حرائق الغابات
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|