إن من سمات المجتمع المسلم هو بروز صور التكافل والتعاون في السراء والضراء، كرعاية الضعفاء والفقراء ومواساة المرضى والمنكوبين؛ فإن طبيعة الحياة تتقلب فيها الأحوال؛ فمن كان اليوم معافى فربما غدا يطلب العافية.
وعندما يمرض الإنسان فمن الناحية النفسية يحتاج إلى المواساة والرعاية، ممن يحيطون به؛ عائلته، أقربائه جيرانه، أصدقائه وزملائه.. ليكونوا قريبين منه ومراعين حالته، يسلون نفسه ويجذرون في قلبه الإيمان بقضاء الله وقدره، ويبعثون في نفسه الهدوء والأمل، ويذكرونه بفضل الله العميم في العافية والابتلاء؛
ليتجلد ولا يجزع في أزمته، ولا تغشاه الوحشة والإحساس بالاغتراب. وحتى يكون للمواساة ثمرتها ويتحقق الجانب الإيجابي في دعم المريض نضع هذه الآداب في التعامل مع المريض:
- عيادته وزيارته والاتصال به للاطمئنان على صحته. قال رسول الله –صلى الله عليه وآله-: (من عاد مريضا نادى مناد من السماء باسمه: يا فلان.. طبت وطاب ممشاك، تبوأت من الجنة منزلا).
- إحضار الهدية للمريض؛ فعن مولى لجعفر بن محمد الصادق -عليه السلام- قال: (مرض بعض مواليه فخرجنا إليه نعوده ونحن عدة من موالي جعفر فاستقبلنا جعفر -عليه السلام- في بعض الطريق فقال لنا: أين تريدون؟ فقلنا: نريد فلانا نعوده، فقال: لنا: قفوا فوقفنا، فقال: مع أحدكم تفاحة أو سفرجلة، أو أترجة أو لعقة من طيب، أو قطعة من عود بخور؟ فقلنا: ما معنا شيء من هذا، فقال: أما تعلمون أن المريض يستريح إلى كل ما أدخل به عليه؟!).
- قضاء حوائجه مهما كانت؛ قال رسول الله –صلى الله عليه وآله-: (من سعى لمريض في حاجة – قضاها أو لم يقضها – خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، فقال رجل من الأنصار: بأبي أنت وأمي يا رسول الله! فإن كان المريض من أهل بيته أوليس ذاك أعظم أجرا إذا سعى في حاجة أهل بيته؟ قال: نعم).
- الدعاء له سواء بظهر الغيب أو أمامه، فقد روي عن النبي –صلى الله عليه وآله-: (من دخل على مريض فقال:" أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك " سبع مرات، شفي ما لم يحضر أجله).
- أن يطلب الزائر والعائد منه الدعاء؛ لأن دعوة المريض مجابة، عن الإمام الصادق -عليه السلام-: "إذا دخل أحدكم على أخيه عائدا له فليسأله يدعو له، فإن دعاءه مثل دعاء الملائكة".
- إظهار التأسف والحزن عليه من خلال لغة الجسد؛ قال أمير المؤمنين –عليه السلام-: "إن من تمام العيادة أن يضع العائد إحدى يديه على الأخرى أو على جبهته".
- أن لا يؤذيه أحد، فيجب الحذر من أذية الناس بشكل عام ومن أذية المريض بشكل خاص؛ فقد ورد عن الإمام الصادق -عليه السلام- أنه قال: "ثلاثة دعوتهم مستجابة: الحاج فانظروا كيف تخلفونه، والغازي في سبيل الله فانظروا كيف تخلفونه، والمريض فلا تغيظوه ولا تضجروه "
فهذه بعض من آداب التعامل مع المريض.