تعد مرحلتا البلوغ والشباب من أهم التحولات النفسية والبيولوجية في حياة الإنسان ، والتي تتراوح بين سن الحادية عشرة والتاسعة عشر، حيث يحصل تنامي في بعض أجهزة الشاب الجسمية، وتتوارد الأحاسيس المختلفة على مشاعره، ويدفعه الفضول في كثير من الأحيان الى تنمية فكره ورغبته في إدراك المسائل التي كان عاجزا عن معرفتها في مرحلة الطفولة، ويقارن شخصيته بوالده، أو تقارن نفسها – بالنسبة للبنت – بوالدتها أو بمن يماثل أعمارهم من قبيل : طول القامة أو قصرها، أو ضخامة الأنف، أو البدانة والضعف، أو ظهور الشوارب ، كما وأنه يسعى الى الاستقرار نفسيا واستقلاله لنمو شعور حب الاستقلال في نفسه، لذا يبتعد عن الاعتماد على الآخرين وخصوصا أبويه..
وفي هذه المرحلة يكون بأمس الحاجة الى المساعدة في استعادة هدوئه الروحي واستقراره النفسي إذا ما تعرض لهيجان وضغوط تهدد شعوره بالاستقلال، وبحاجة الى طرق تخلصه من ما يثيره ويقلقه.
فمن جملة الأمور التي تثير حساسية الشباب وتجعلهم ناقمين:
أولاـ معاملته كطفل: ينقم الشاب بشدة ويتأثر كثيرا من أن ينظر إليه كطفل، ومن المؤسف أن أغلب الآباء والأمهات تستمر نظرتهم السابقة على ابنهم الشاب أو ابنتهم بسبب العاطفة والمحبة المفرطة.
ثانياـ إشعاره بأنه غير موثوق فيه ولا يعتمد عليه: يرغب الشاب أن يكون موضع ثقة الآخرين وخاصة والديه، لذا فإن الكثير من تصرفات الأبوين التي تنم عن عدم ثقتهم به أو اعتمادهم عليه تؤذيه وتسبب له ضررا نفسيا.
ثالثا-الإفراط في المحاسبة واللوم: مما يثير نقمة الشباب هو الإفراط في المحاسبة وكثرة توجيه اللوم لهم وإشعارهم بأنهم غير جديرين بالمسؤوليات، وغير مؤهلين كالكبار.
4ـ التحيز والمحاباة: ومما يثير حفيظة الشاب وحساسيته التحيز والمحاباة في التقييم والاهتمام والعطاء، وخصوصا في المدح والإطراء والثناء.
خامساـ مقارنته بغيره: ينقم الشاب من أي مقارنة تجري بينه وبين الآخرين كإخوانه أو أخواته أو مع الأقرباء أو زملائه.